”شباك الحرامي“ سلاح ذو حدين.. أمان يتحول إلى ”سجن“

أثار حادث ”حريق صفوى“، الكثير من التساؤلات المتعلقة بتوافر متطلبات السلامة في المنزل، خاصةً أن الحريق المفتعل حال دون قدرة الأسرة ”الأب - الأم - الابن - البنت“، من العثور على مخرج للهروب من السنة النيران في الغرفة، نظرًا لوجود القضبان الحديدية على النوافذ.
تباينت آراء المواطنين ما بين مؤيد ومعارض وضع الشباك الحديدي في نوافذ المنازل؛ كونه يعيق حركة الإنقاذ حالة وقوع حريق، وفي المقابل برّر اخرون وضعهم للشباك في نوافذ منازلهم؛ حفاظاً على أرواح أطفالهم من اللعب أو السقوط منها، خاصة حينما تكون النوافذ مفتوحة في حال انشغال الأسرة.
وطالب مواطنون بضرورة تسليط الضوء على خطورة ”شباك الحرامي“، التي تحول المنازل إلى سجون، معتبرين أن الخشية من عمليات السطو ليست كافية لتجاهل البحث عن بدائل أخرى أو وضع تصاميم هندسية لشباك الحرامي، بحيث توفر الأمان لأصحاب المنازل، وتسمح في الوقت نفسه لعمليات الإنقاذ في حال وقوع حالات طارئة.
وذكروا أن ”شباك الحرامي“ سلاح ذو حدين، فهو يمنع اللصوص من الدخول ولكنه في الوقت نفسه يحول دون قدرة قاطني المنازل من الخروج في أوقات الحريق.
وقالوا: إن الكود السعودي للحريق ينص على السماح بوضع القضبان والشباك والصناديق أو الأجهزة المماثلة لحماية هذه النوافذ بشرط أن يوجد مساحة مفتوحة كافية في القضبان لا تعيق الخرود من داخل المبنى، كما يجب أن تكون هذه الحواجز قابلة للإزالة من الداخل دون استخدام مفتاح أو أداة أو قوة أكبر مما هو مطلوب للتشغيل العادي.
طالب ”أحمد الصفار“ بوضع سياج حديدي آمن قابل للفتح من قبل الراشدين في المنزل، بينما يعجز الأطفال الصغار عن فتحه حالة لهوهم ولعبهم بداخل المنزل.
كما طالب بزيادة التوعية بشؤون السلامة داخل المنازل؛ كونها من الأولويات التي يجب التنبية عليها والتنّبه لها في ذات الوقت. مشيرا إلى ان أنّ النظام الأمني التقني المتبع في محال الذهب هو الحل الأمثل للحفاظ على البيت من السرقة.
وأكد ”خبراء السلامة“ لى ضرورة وجود دورات تدريبية من قبل مدربين متخصصين أو تدريب الطلاّب من قبل معلميهم على أنظمة السلامة، وكيفية إجراء عمليات الإخلاء الوهمية، والتدرّب عليها جيداً؛ لتكوين ثقافة احترازية جيدة لأولئك الطلاب.
ودعا ”محمد آل حسين“ إلى عمل مخارج طوارئ وتوفير طفاية الحريق، ووضع تصاميم هندسية لشباك الحرامي، بحيث يسمح بفتحها في الداخل، مؤكدًا أهمية رفع الوعي الاجتماعي بخطورة إغلاق شباك الحرامي من الداخل والخارج.
ونبه ”محمد الحسن“ إلى خطورة شباك الحرامي، وأن الخشية من سقوط الأطفال مبررة ولكنها ليست سببا كافيًا لاستخدام هذه الألواح الحديدية في جميع النوافذ، داعيًا لتصميم شباك الحرامي بحيث تسمح بالخروج والدخول منه في أوقات الطوارئ.
وأضاف أن ظاهرة شباك الحرامي في المنازل تشكل خطورة على الجميع، مما يتسبب في إزهاق الأرواح في حال بروز حوادث طارئة.
وذكر ”محسن الشاخوري“ أن الاستهتار في الالتزام بمتطلبات السلامة ليس خافيًا على الجميع، معتبرًا أن تركيب شباك الحرامي في جميع منافذ المنازل أمر خاطئ للغاية.
وبين أن المنازل تتحول إلى سجن كبير، داعيًا إلى إعادة النظر في هذه الثقافة الاجتماعية الخاطئة، بحيث تضع في الاعتبار أهمية وضع مخارج قادرة على إنقاذ الأرواح في حال وقوع حوادث طارئة.
وأكد الدكتور محمد بوحليقة أن تعليمات الدفاع المدني تمنع وضع شباك الحرامي على نوافذ المباني لإنقاذ الأوراح عند اشتعال الحرائق، مضيفًا أن هناك العديد من الوسائل لحماية الأطفال من خطر السقوط من النوافذ.
وأوضح خبير في السلامة والصحة المهنية علوي الماجد، أن شباك الحرامي كما يمنع عمليات السطو، يحول دون خروج قاطني المنازل من الهرب في حال نشوب حريق أو غيرها من الحالات الطارئة.
ولفت إلى أن التصاميم الهندسية لشباك الحرامي غير متوافقة مع الأنظمة، حيث تحول دون الخروج في الحالات الطارئة، مبينًا أن نظام الأمان والسلامة ينص على توفير الحماية للمستخدم ”في حال حدوث أمر طارئ كوقوع حادث ما، يوفر شباك الحرامي الحماية للقاطنين في المنزل، بحيث يحمي السكان من دخول اللصوص ويعمل في نفس الوقت كوسيلة للهروب“.
وتابع: شباك الحرامي تسبب في وفاة الكثيرين في المملكة وخارجها، ويتم وضعه إما لأسباب أمنية ”حماية من بالمنزل“، أو لأسباب أخرى، داعيًا للتفكير والنظر البعيد ووضع عدة احتمالات مثل ”كيف ستتمكن العائلة من الخروج في حالة حدوث حريق؟“.
وشدد على أن دراسة موضوع شباك الحرامي يسهم في وضع حلول تقلل من مستوى الخطر المحتمل، مطالبا بالزام المحلات التجارية بتوفير شباك حرامي بتصميم سبق وتم دراسته وتجربته من حيث الفاعلية والأمان.