السيد الحسن: رواسب الجاهلية ”مرفوضة“.. والعودة للوراء ”انتحار اجتماعي“

طالب إمام جامع الإمام محمد الباقر بمدينة صفوى السيد كامل الحسن، المجتمع، بضرورة رفع مستوى الوعي، وامتلاك البصيرة، والتحلي بقيم الرشد، محذرًا من تعليق المصير نتيجة الاختلاف في وجهات النظر بين طلبة العلوم الدينية أو بين الخطباء.
وشدد، خلال خطبة صلاة الجمعة، اليوم، على أهمية تغليب منطق الوحدة والابتعاد عن قطع العلاقات الاجتماعية نتيجة اختلاف وجهات النظر بين شخصين.
ودعا المجتمع إلى ضرورة الاستمرار في وحدة الكلمة والتعاون بغض النظر عن الأحداث التي تحدث في المجتمعات، محذرًا من خطورة زرع المشاكل والفتنة في المجتمع.
وأكد أن الجميع حريص على قطع الطريق أمام عودة الرواسب السابقة في مختلف أركان المجتمع، مشيرًا إلى أن أحدًا لن يفرط في السلم الاجتماعي، خاصةً أن المجتمع أمانة في الأعناق.
ودعا إلى رفع راية التعاون والعمل كيد واحدة، وأن الاختلافات أمور طبيعية في مختلف المجتمعات البشرية، منبها من خطورة الاختلاف بين افراد المجتمع.
وأضاف أن المجتمع يمثل الركيزة الأساسية في مختلف الأمور، ويلعب دورًا محوريًا في تفعيل السلم الأهلي الاجتماعي في أعلى درجاته، موضحًا أن جميع القضايا الاجتماعية قابلة للإصلاح.
وتسائل عن الآلية المتبعة في التعاطي مع الانقسامات الاجتماعية، مشيدًا بطيبة مجتمع صفوى وعدم دخوله في المشاكسات الاجتماعية، وأنه يعمد لغض الطرف عن الأخطاء في حال حدوثها، من أجل تغليب الصالح العام.
وأكد أن كافة رواسب الجاهلية في المجتمع مرفوضة، وأن المجتمع ينظر إلى التراجع للوراء بمثابة انتحار اجتماعي، مبينًا أن ارتقاء مستوى الوعي الاجتماعي يعطي حالة من الاطمئنان في الوقت الراهن، وأن الخطاب التصالحي في السنوات الماضية ساهم في الوصول إلى لوضع الراهن.
ودعا طلبة العلم للالتفات إلى حركاته وتصرفاته، وأن أخذ الدروس من السلوك والتصرف يؤدي إلى خلل واشتباك اجتماعي، مطالبا طلبة العلم بتغليب المصلحة العامة ووضعها بعين الاعتبار على الدوام.
وتابع: القرآن الكريم يوصي بهكذا سلوك على الصعيد الاجتماعي، وكذلك فإن وصايا أهل البيت تحث على انتهاج هذه السلوكيات على الدوام، مؤكدًا أهمية التوحد والعمل كصف واحد.
وحذر من الفتنة الاجتماعية التي تثيرها بعض وسائل التواصل الاجتماعي، داعيًا تلك الوسائل للتوقف عن إثارة الفتنة بقوله: ”لا تسبوا بعضكم بعضا في مواقع التواصل الاجتماعي“.
وأطلق دعوة للارتقاء بما يتناسب مع الوعي الديني والفكري والأخلاقي كمجتمع، مشددا على أهمية إيقاف ”كل حزازة اجتماعية“، وطالب المجتمع بإسكات جميع الألسنة التي تحاول إثارة الفتنة الاجتماعية، من خلال الحديث عن الأشخاص بطريقة تحمل تجريجًا أو سبابًا.
وشدد على أهمية الحفاظ على كرامة رجال الدين، التي هي من كرامة المجتمع، وفي المقابل فإن ضعف رجل الدين من ضعف المجتمع، داعيًا لإغلاق كافة أبواب الشر الفتنة في الأوساط الاجتماعية، مطالبا المجتمع بتجسيد صفات شيعة أمير المؤمنين في جميع الممارسات والتصرفات الخارجية.