مختصون: الاحتواء الأسري وإرشادات الإعلام وسائل للوقاية من المخدرات

- ”الإدمان - بداية الهاوية“.. استشارة المختصين ولجان الحماية أبرز آليات المواجهة
أكد مختصون ضرورة إطلاق حملة اجتماعية واسعة؛ للحد من مخاطر الإدمان، وأهمية طلب الاستشارة من مختص، والانتباه لأي تهديد بأي من أنواع العنف، وأخذ تلك المؤشرات على محمل الجد، مشيرين إلى أهمية التقارب والاحتواء الأسري.
وطالبوا بتفعيل دور وسائل الإعلام في توعية المجتمعات والأفراد عن أضرار المخدرات، مؤكدين أهمية التوعية الدينية لا سيما في خطب الجمعة وتفعيل اليوم العالمي ”لا للسكوت عن العنف“.
وقال الشيخ محمد آل عمير: إن قيمة الإنسان بعقله ومشاعره وعنفوانه، متسائلا ”ماذا لو خسر كل ذلك؟“، ومض: إن قبول أحدنا بأن يدمر أعز ما يملك إنما هي ”بداية الهاوية“.
وأضاف: كثيرة هي الأحداث، وآخرها الحدث المفجع في صفوى الحبيبة، تنبؤنا بخطر السلاح الخفي الفتاك، الذي ينتشر بخفاء، ويدمر ويقتل بخفاء، نعم، إنه يدمر كل شيء وعلى رأسها الإنسانية.
وشدد على الحاجة في هذه المرحلة إلى حملة اجتماعية جادة، تعرفنا خبايا المخدرات وفتكها، وترشد الأسرة إلى العلامات التي تصاحب المدمن لتراقبه وتنقذه في اللحظة المناسبة والأسلوب المناسب.
ورأى الشيخ أن أنجع وسيلة تحمي أبناءنا وبناتنا من وهم المخدرات وآثاره القاتلة هي الدورات المكثفة، والإرشادات الإعلامية الموجهة للأسرة بشكل مباشر، والتي تقدم لهم العلامات الجسدية والنفسية لمن بدأ في طريق المخدرات.
بدوره، أكد الاستشاري في الطب النفسي إبراهيم بو خمسين وصول مادة ”الشبو“ للقطيف هو وغيره من المخدرات، منوها بأن إدمان المخدرات ليس محصورا على غير المتعلمين أو العاطلين عن العمل أو الأقل مالًا.
وقال: الجميع معرض للإدمان حسب مرافقيه والعلاقة الأسرية التي يعيشها"، مشددًا على أن الاقتراب من الأسرة يحمي ويوجه الأفراد للسلوك الصحيح.
ومضى يقول: إن التباعد العاطفي أو الجفاء العاطفي أو الانشغال بالعمل والحياة عن الأبناء، بالإضافة إلى المبالغة في التحكم والتشدد والعقاب جميعها ترمي بالشاب أو حتى الشابة إلى أحضان من ينصح بالسعادة ونسيان الهموم من خلال هذه السموم.
وأكمل أن الوفاء لأهالي حادثة حريق صفوى يتجلى بالتعلم من ما حدث وحماية أبناءنا وبناتنا من شر هذه السموم بتقوية العلاقات الأسرية الصحية والصحيحة وبالتقارب الأسري العاطفي وعدم الاقتصار على التقارب المادي.
وأكد أهمية التفهم بالحوار المستمر للأبناء، منوها أهمية التقارب الاجتماعي وذلك بالمساندة الاجتماعية ونشر ثقافة المحبة وقبول فكرة ان السعادة هدف رئيسي وليست ترف أو غرض دنيوي تافه.
واختتم بأن هذه الأساليب من شأنها أن توضح للأبناء والبنات أن أهلهم ومجتمعهم يريد لهم الأفضل، حتى لا ينقادوا لمن يجدهم لقمه سائغة ووجبه جاهزة لعالم المخدرات.
من جهته، قال الطبيب العام حسن الخباز: إنه في كثير من الأحيان، يرسل المجرمون رسائل تحذيرية لمن حولهم، لكن أولئك المحيطين لا يحملون تلك الرسائل التحذيرية على محمل الجد، أو يكونون عاجزين عن إيجاد حلول مناسبة لحماية أنفسهم، بسبب افتقارهم للمعرفة الكافية بما ينبغي فعله في مثل تلك المواقف غير الاعتيادية.
وذكر الخباز أنه قد يمارس أولئك المجرمون العنف اللفظي أو الجسدي ضد الآخرين في المنزل أو في الخارج، وقد يلحظ المحيطون بهم تغيرا في سلوكهم وانفعالاتهم، لكن يحصل أن يتم تجاهل تلك التغيرات لاعتقاد كونها طبيعية أو ناتجة عن ضغوط معيشية، موضحا بأن يظل المعنِّف طليقا، ويظل المحيطون به في دائرة الخطر دون أي حماية فعلية من أي أضرار قد تقع عليهم.
وأكمل: منذ أعوام استحدثت في المملكة العربية السعودية لجان للحماية من العنف الأسري، لكن ومن واقع معايشة لأدوارها وسياساتها وإجراءاتها، ما تزال تلك اللجان عاجزة عن حماية الكثير من الأفراد ممن يلجؤون إليها لطلب المساعدة.
واستدرك: لا يعني أن تلك اللجان لا نفع فيها، أو أنها دائما عاجزة، مطالبا بضرورة تطوير إمكانات تلك اللجان، وتطوير أدوارها وسياساتها من خلال الدراسات والأبحاث والعمل الميداني الجاد.
ودعا الخباز الأفراد لطلب مساعدة تلك اللجان الحكومية، وأن في الحالات التي يكون فيها المعنِّف مدمنا على الكحول أو المخدرات، يمكن طلب المساعدة من الجهة المختصة في التعامل مع المدمن على الرقم 1955.
ودعا من يعيش بالقرب ممن يمارس العنف اللفظي أو الجسدي أو بالقرب من أفراد يتعاطون المخدرات أو الكحول، أو يعانون من اعتلالات عقلية ونفسية إلى طلب الاستشارة من مختص والتنبه لأي تهديد أو إشارات لوجود خطر داهم قد يحصل أو اعتداء، وأخذ تلك المؤشرات على محمل الجد.
إجراءات حاسمة وطالب بعدم قبول أي مقدار من العنف المتكرر حتى اللفظي فضلا عن الجسدي، واتخاذ إجراءات حاسمة لإيقاف ذلك الشخص عن ممارسة العنف ضدّك أو من هم حولك.
وأكد الخباز حاجة العاملين الصحيين لرفع مستوى وعيهم بطرق اكتشاف الحالات المتعرضة للعنف والتي عادة ما تراجع المستشفى ويكتفي المراجع بالإشارة لمكان الألم أو الكسر، لكنه لا يفصح بتعرضه للعنف ويكتفي بتغطية ذلك بالسقوط أو عدم معرفة مصدر الألم، مشددا على ضرورة تطوير إجراءات التدخل عند اكتشاف أي حالة عنف.
ودعا العاملون في الجهات الأمنية، لزيادة وعيهم بهذه القضية، ولتطوير الإجراءات الخاصة بحماية الأفراد في دائرة التهديد.
وقالت الباحثة في الشؤون الأسرية افتخار آل دهنيم: إن الجانب الأسري هو النواة الأولى في التنشئة السليمة للأبناء، مشيرة إلى وجود مدارس أخرى أصبحت تلعب الدور التربوي في تنشئة الأبناء وإحداث التحول الكبير بأن يكون العالم بين يديك في قطعة الكترونية لا تتجاوز صفحة الكف.
وأكدت أنه لا يمكن إغفال دور الإعلام، والجانب الاقتصادي، والأصدقاء، والبيئة الحاضنة في التأثير على تشكيل فكر وسلوك الفرد صالحا أو طالحا.
ورأت أنه نتيجة لضحالة الوعي الثقافي السائد عند الأسر يظل المعنف طليقا يصول ويجول حتى يحصل على ممبتغاه دون رادع له، حينها يدق ناقوس الخطر بالأفراد المتعايشين معه.
ودعت إلى رفع وعي التثقيف الأسري، بما يشيع الالفة والمحبة والأمان النفسي بين أفراد الأسرة وهو من أهم الروافد الداعمة لمنع التفكير أو التأثير على الشباب بالاجترار في الدخول لعالم المخدرات والجريمة.
وطالبت بتفعيل دور وسائل الإعلام في توعية المجتمعات والأفراد عن أضرار المخدرات وكيفية إدارة العائلات لأبنائهم عند ابتلائهم بالمخدرات وسبل الوقاية والجهات الداعمة للعلاج.
وشددت على أهمية التعريف بالمواد القانونية للمتعاطين للمخدرات والعنف وتشجيع الأسر والمجتمع، وزيادة وعي المعالجين والمتصديين بالمهارات للمعنفين ليس على المستوى الأكاديمي فقط إنما على المستوى الإنساني ومهارات الحوار والتفاوض.
واشارت إلى أهمية التوعية الدينية ولها منبرها الكبير لا سيما في خطب الجمعة يفعل فيها اليوم العالمي ”لا للسكوت عن العنف“، مطالبة بتشجيع أبناء المجتمع والمبتلين باللجوء لجهات التخصص التي تحمل عنوان ”قف ونحن نساندك بسرية تامة“.