الشيخ المهدي: حريق صفوى ”ناقوس خطر“.. والمخدرات ”مصيبة عظيمة“
أكد الشيخ يوسف المهدي، أن حادث حريق صفوى بمثابة «ناقوس خطر»، وحدث عظيم في البلدة، لم تتعود عليه، في أن يقدم ابنًا على حرق أبيه وأمه وأخته وأبيه.
واستنكر في محاضرته التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين بصفوى، أمس، الجرائم التي تحدث من قبيل انتحار شاب بسبب المخدرات، أو جرأة شاب في نهار شهر رمضان وعصر يوم الخميس قبل إفطار الصائمين بالإقدام على فعلٍ شنيع أنهى فيه أرواح عائلته.
وقال: «أيها الأحبة لا ندفن رؤوسنا في التراب كالنعام»، مؤكدًا ضرورة التحرك وإبلاغ الأهالي عن أبنائهم حينما يعلمون بممارستهم للتعاطي والذهاب معهم للعلاج.
وأشار إلى أهمية التوجه للجهات المعنية لعلاجهم لكي لا تأتي بعد ذلك الطامة الكبرى، مبينًا أن المشكلة تكمن في التستر على الأولاد والبنات المتعاطين لاسيما وأن الجهات الرسمية تقول وتحذر أن المخدرات في المنطقة منتشرة بين البنات والأولاد حتى في المدارس.
وأردف: ”إذا عندك ولد مبتلى اتصل على الجهات تعالوا عالجوا ولدي، لن يسجن ستتم معالجته، وإذا عندك بنت ابتلت في البيت أوصلها لمستشفى الأمل أو أي جهة تعالجها حتى تتخلص من المرض“.
وأوضح أن الطامة الكبرى بأن أولادنا هم من يروجوا قسم كبير من المخدرات لبعضهم البعض إلى جانب الأجانب والعمالة.
وأضاف الشيخ المهدي: ”أنا هنا أدق ناقوس الخطر وأنا لست منفعلًا في الحديث ولكن أنا أرى الخطر أمامي فاليوم أولادنا صغار وبكره نعض أصابعنا ندم لأنهم ذهبوا لذاك الطريق“.
ولفت إلى أن الإنسان عندما يشرب الخمر ويدمنه يدمر عقله وأجهزته، والإنسان حينما يخرج من عقله يرتكب كل شيء لا يردعه رادع، مشيرًا إلى تحريم الخمر في الروايات الواردة عن رسول الله محمد وعن أهل البيت وقبل ذلك القرآن لما له من آثار تسبب الزنا والقتل والسرقة وكل فعل سيء.
وتحدث عن مجيء شاب قبل مدة إليه مطالبًا بطلاقها لكونها لا تؤدي فريضة الصلاة وتتعاطى المخدرات، مؤكدًا ضرورة مراقبة الأولاد والبنات وعدم ترك الأمور على عواهنها ثم يفاجئوا بهذه الجرائم بشاب ينتحر، أو يرتكب جريمة بأمه وأبيه وأخته وأخيه.
وأشار إلى أن الأمور إن تركت على عواهنها سيتفاجأ المجتمع بأمور أخرى، مضيفًا: ”ستقول القتل صار عادي ونرى يوميا جرائم قتل بالعشرات، غير صحيح نحن مجتمع ايماني، وليس ناس عاديين، نحن ناس مؤمنين ولدينا خوف من الله، وورائنا جنة ونار، فعلينا أن نلتفت إلى ما يجري في مجتمعاتنا“.
ولفت إلى أهمية الاطلاع على قصص ومقابلات لمتعافين عن التعاطي والتي وصلته بعد الحادثة، وكيف كانوا يعيشون خلال فترة التعاطي وكيف كانت الآثار.
وأضاف: ”أؤكد على الموضوع ولا أريد أن أجرح أحد ولا أسيء لأي عائلة ولكن أقول هذا الوباء وصل لبيوتنا، واليوم المخدرات منتشرة وأولادنا يتعاطون والمصيبة كبيرة ولا نفاجأ بجرائم أولادنا يرتكبوها بحقنا“.
وقال: إن هذه من أكبر أصناف العقوق أن يقتل ابنًا أباه وأمه وليس أمرًا عاديًا، وهي أكبر كبيرة من الكبائر بعد الإشراك بالله أن يقوم الإنسان بالقتل.
وبين بأنه وبلا شك أن الذي ارتكب هذا الفعل ليس في وعيه، فالإنسان العاقل المؤمن لا يلجأ لقتل أمه وأبيه.
ولفت إلى ضرورة الالتفات لجرس الإنذار ومراقبة الأبناء وهم صغار وليس إذا كبروا والبحث عن المشكلة ”من أين جاء الشبو؟، كيف تعرفت عليه؟، ابحث عن أصدقائه وأصدقائها“.
وشدد على ضرورة السؤال عن القرين لكي يعرف الآباء هل يمشي الأولاد بطريق مستقيم أم لا، وليبحثوا عن أصدقائهم.
واستنكر ذهاب الآباء والأمهات للمجالس لوقت متأخر وترك الأبناء يأخذون راحتهم مع أصدقائهم ويسهرون الليل، مطالبًا بالتحقق من أصدقاء الأبناء إن كانوا ملتزمين ومتدينين ويطمئن لهم لكي لا يتفاجأوا بعد ذلك بأنهم أصبحوا مدمنين.
وأكد الشيخ المهدي أن التربية أساسًا مهمًا لحماية الأبناء، داعيًا الآباء لتربية أبنائهم على القرآن والولاء لأهل البيت.
وتابع: ”عندما نترك أبنائنا وهم صغار يتربون من وسائل التواصل ونتركهم ساعات طويلة على الجوال والآيباد يأخذون أخلاقهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم مما يبثه الآخرون لأن كل البرامج التي يشاهدها أطفالنا ليست من إنتاج المسلمين“.
ودعا لربط الأولاد بالقرآن وأهل البيت والمساجد، مستنكرًا خلو المساجد من الشباب، متسائلًا: ”لماذا الآباء لا يصطحبوا أولادهم إلى المساجد؟، فقد خلت مساجدنا من الشباب وحينما يكبر الأولاد لن يأتون للمسجد“.
ولفت إلى أن المسؤولية خطيرة والآباء والأمهات يتعبون ويشقون ويبذلون دمهم في سبيل أولادهم وبناتهم ويكدحون ليل ونهار، ومن ثم تكون هذه الثمرة والنتيجة خطيرة.
وقال: ”يجب أن نؤدب ونراجع أنفسنا ولا نبرأ أنفسنا ونصحح علاقتنا مع الله ثم ننجب أولادنا“، مشددًا على أهمية تقوية علاقتنا بالقرآن وأهل البيت من خلال حضور المساجد ومناسبات أهل البيت لكي نحمي أولادنا من هذا السيل الهائل من السلوكيات والعقائد الفاسدة التي يشاهدونها في الهواتف.
وأوضح أن المشكلة الحقيقية التي تكمن في تسليم الأولاد الأجهزة الإلكترونية 24 ساعة، وشراء أحدث الأجهزة لهم، وإتاحة الإنترنت ليستطيع أن يصل لكل المواقع.
وتحدث عن شكوى إحدى الأمهات من وجود أفكار غريبة لدى ابنها وذلك لكثرة مسكه لهاتفه النقال والتنقل بين المواقع.
وذكر أن تسليم الأولاد والبنات إلى الآخرين لتربيتهم وتوجيههم يعد مشكلة، حيث إن هذه التوجيهات وهذه السلوكيات التي يكتسبها شبابنا وبناتنا من الآخرين تبين ثمرتها بعد ذلك.
وأشار إلى أهمية الاطلاع على كتاب اسمه الحرب الناعمة لمعرفة كيف يحاربنا الآخرون والغرب، لافتًا إلى أنه في بعض الحالات يلجأ الغرب فيها إلى الحرب المسلحة وبعض الحالات يحتاج إلى أن يوجه العقول والقلوب ويفتك بالنفوس.
وبين بأن بعض الأولاد تركوا البلد وهاجروا، وأن هناك مواقع تستقطبهم للذهاب إلى الغرب جنة الله في الأرض لرؤية كل شيء هناك مضيفًا ”وهنالك لا دين وتخسر الدنيا والآخرة“.
وتحدث عن أن اشتهار البلد بهذا العمل السيئ الذي حصل غير عن اشتهاره بعمل إيجابي، مشيرًا إلى أنها مصيبة عظيمة للبلد كلها وليس للفاقدين فقط، سائًلا الله أن يربط على قلوبهم.