مستشهدًا بجرداق وعريقات
الشيخ الصفار يدعو لقراءة معاصرة لفكر وسيرة الإمام علي (ع)
دعا الشيخ حسن الصفار لقراءة معاصرة لأفكار وسيرة الإمام علي تواكب تطور الفكر والمعرفة الإنسانية.
وقال: نحتاج إلى قراءة معاصرة تفيد الأمة في مواجهة هموم الحياة، وتحدياتها المعاصرة.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: القراءة الجديدة للإمام علي .
وأوضح أن الأمة بحاجة لتجديد قراءة علي في كل عصر، لتقتبس من سيرته وفكره ما يضيء لها الطريق في حياتها المعاصرة، ويلهمها في مواجهة التحديات والمشاكل الجديدة.
وبيّن أن القراءة المألوفة في ساحتنا الدينية لشخصية الإمام علي تهتم بالبعد الكلامي العقدي.
وتابع: وهذه القراءة تأتي لإثبات إمامته وأحقيته بالخلافة، كما تتناول البعد التاريخي بالحديث عن سيرته الذاتية وفضائله.
وأضاف: وهي قراءة ورثناها من عصور سابقة ولا زالت تهتم بها بعض الأوساط المذهبية.
وأشار إلى أن الدائرة الإسلامية والإنسانية الأوسع تسعى لقراءة معاصرة تفيدها في مواجهة هموم الحياة، وتحدياتها المعاصرة، وتجد فيها ما يواكب تطور الفكر والمعرفة الإنسانية.
وأبان أن هناك من الباحثين من التفت إلى أبعاد أخرى في فكر الإمام علي وسيرته، فاكتشف فيها ما يدهش العقل من رؤى الحضارة، ومناهج المعرفة وأسس القيم الأخلاقية، ونظريات إدارة الحياة الاجتماعية.
وتابع: وهذه هي القراءة الجديدة لشخصية الإمام علي التي نحتاجها في هذا العصر.
واستشهد بما كتبه كل من الأديب اللبناني جورج جرداق والسياسي الفلسطيني صائب عريقات.
وأبان أن الأديب اللبناني المسيحي جورج جرداق كتب «الإمام علي صوت العدالة الإنسانية».
وتابع: الكتاب يضم خمسة أجزاء، في أكثر من ألف صفحة، وقد صدرت طبعته الأولى سنة 1958م، وضُم لها لاحقًا جزءًا سادسًا بعنوان: «روائع نهج البلاغة».
وقال: عنوان الكتاب «صوت العدالة الإنسانية» مؤشر لهذه القراءة الجديدة، حيث تأخذ شخصية الإمام عنوانها الإنساني الذي يتجاوز الأديان والمذاهب والعصور، فهو صوت لأهمّ قيمة يتطلع إليها الإنسان.
وأوضح أن كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات أصدر كتابًا عن الإمام علي بعنوان: «عناصر التفاوض بين علي وروجر فيشر».
وتابع: لقد احتاج المؤلف لسبع سنوات من البحث في سبيل إثبات نظريته التي ارتكزت على قاعدة أن الإمام علي سبق المدارس الغربية في نظرته إلى علم وفن التفاوض الذي يعتبر اليوم الركيزة الأولى في العلاقات الدولية.
ونقل عن عريقات قوله: «دائمًا ستكون الحاجة إلى المزيد حول سيدنا علي، فلو كتبنا كتابًا في كل دقيقة من ساعات وأيام وأشهر وسنين الزمن، لما أوفينا إمامنا وسيدنا وأميرنا عليًا حقه».
ومضى يقول: إن هذا الكسب المعرفي والاستلهام الروحي النفسي الذي حققه الدكتور عريقات من سيرة الإمام علي ونهجه، يمكن لأي باحث منفتح العقل أن يجد مثله في مجال تخصصه واهتمامه من سيرة الإمام علي ونهجه.