البنعلي... المتاحف الشعبية في القطيف تفتقر لدعم هيئة التراث «فيديو»

- ويقول: والدتي هي الداعم الأول لي وقد أهدتني صندوق زفافها.
- ويضيف: عانيت سنوات للحصول على ترخيص للمتحف الأشهر في القطيف.
- ويقول بأن متحف البنعلي لا يزال خارج المسار السياحي.
”حتى اليوم، وحتى بعد حصولي على الترخيص الرسمي، لا وجود لمتحفي على المنصة، ولا يزال غائبا عن المسار السياحي“، كلمات موجوعة يقولها فتحي أحمد البنعلي صاحب المتحف الشهير الذي يحمل اسمه ويقع في جزيرة دارين بمحافظة القطيف.
البنعلي الذي استضافنا في لقاء صحفي مرئي بمتحفه المقام في منزل شعبي قديم قام بترميمه منذ عشر سنوات قال إنه خاض رحلة طويلة حتى حظي بترخيص للمتحف معللا بأن ذلك يأتي حرصًا منه على الحفاظ على تراث المنطقة.
وأخذ يسرد قصة المتحف الذي يحتوي على مئات القطع من التراث البحري والشعبي والمقتنيات والأجهزة القديمة، في بيئة جاذبة للزوار من داخل المملكة والسياح الأجانب.
وقال ”عندما اخترت المنزل رفضت البلدية كون المنزل آيل للسقوط ويجب أن يزال واستمر النقاش مدة سنة من الذهاب والمراجعة ومناقشات هيئة السياحة والآثار“.
وأضاف لصحيفة جهينة الإخبارية ”قمت في المرحلة الأولى بترميم جزء من المكان وكلفني ذلك مبلغ 150 ألف ريال“.
وتابع البنعلي وهو يشير إلى القطع الموجودة حولنا في المجلس الذي استضافنا فيه بأنه بدأ كخطوة أولى بوضع السفن واللمسات التراثية في هذا المكان.
وأرجع حبه للتراث إلى وقت مبكر من حياته عندما حظي بغرفة مستقلة في منزل والده بخلاف إخوانه، وعندها بدأ يقتني القطع التراثية. وكشف عن أول قطعة اقتناها وهي صندوق معدني من والدته التي حصلت عليه يوم زفافها. وكان يشتري القطع الأثرية وتساعده والدته في تخبئتها والحفاظ عليها.
وأكمل البنعلي يسترجع ذكريات تطور المتحف بأنه باشر بعد المجلس في تجهيز غرفة ”العروس“ بمساعدة عاملين وبعض الأصدقاء مثل خليفة الحمد وعلي الدوادي رحمهما الله.
وقال ”حصلت على المرآة التي تحتوي رسم الطاووس لغرفة العروس واشتريتها من خليفة الحمد، وحصلت على سرير العروس ضمن أثاث تخلص منه الجيران ولم أتوان لحظة في أخذه كوني أعلم قيمته الرمزية العالية“.
وأخذ البنعلي يكمل ملامح المتحف التراثي بشراء سلع البقالة التي كانت باهظة الثمن، ليحصل عليها بمحض الصدفة بعد أن أشار عليه أحد الزوار بشرائها من رجل في مدينة الدمام كان يهم بالتقاعد والعودة لبلده.
وحكى قصة ”غرفة السطح“ التي تحتوي التراث البحري بقوله ”رممت غرفة في سطح المنزل ولم يخطر ببالي أن أخصها للتراث البحري، حتى سنحت لي فرصة المشاركة بمعرض بحري بإحدى المدارس، وبعدها قمت بتطويره والاحتفاظ فيه بالقطع البحرية والأدوات والصور“.
البنعلي شدد الدعوة لوزارة الثقافة والتراث ممثلة بفرعها في الشرقية لدعم إنشاء المتاحف في مختلف المناطق والقرى بمحافظة القطيف ليكون في كل مكان محطة للحفاظ على التراث الذي ستتوارثه الأجيال القادمة.