الصين.... النموذج الباهر
الصين بلد المليار وثلاثمائة الف نسمة ويزيد، هذا البلد العملاق، يزوره المئات بل الالاف من المواطنين سنويا من اجل الاستيراد والتجارة او للسياحة ولغير ذلك من الامور المختلفة، وهي امور كلها محمودة بلا شك، كما انه بلد يستحق ان تعجب فيه فالحركة المرورية انسيابية ومحطات المترو تسهل المسافات وبأبخس الاسعار وعلى مستوى عال من التنظيم والنظافة.
ولكن الاهم من ذلك من الضروري ان نأخذ العبرة والعضة من هذا الشعب المنتج، هذا الشعب بالرغم من المسافات التي يقطعها للوصول الى مكان عمله، فقد يقضي الساعة والساعتين للذهاب الى عمله ومثلها في طريق العودة إلا انه من افضل شعوب الارض انتاجا، فمعدل الانتاج في هذا البلد يبلغ 10% سنويا، وهو اسرع اقتصاد كبير نامي والأسرع خلال الثلاثين عاما الماضية، كما ان الصين اكبر دولة تجارية واكبر مصدر، كما ان الناتج المحلي الاجمالي للصين حسب تقرير 2011م يضع الصين في المرتبة الثانية بعد الولايات الامريكية. كما ان معدل البطالة اقل بكثير من العديد من الدول.
هذه الارقام هي التي يجب ان نقف عندها عندما نزور الصين، كيف استطاعت ان تحقق ما حققته، ماهو السر ماهي الوصفة السحرية، الصين قبل خمسة عقود كانت تعاني من مجاعة وكان الناس يموتون من الجوع، واليوم هي في مقدمة دول العالم اقتصاديا وقبلة الوفود من كل حدب وصوب، هذا الشعب الذي ابتعد عن مظاهر الترف وبالكاد يتكلم اللغة الانجليزية، ورغم ذلك يمتلك اقتصادا من اقوى الاقتصاديات العالمية، قبل عقود خلت كان المنتج الياباني يعتبر منتجا ضعيفا ورديئا خاصة اذا قورن بالأمريكي، ومنذ سنين فان المنتج الياباني رمزا للقوة والجودة، وهاهو المنتج الصيني يمر بنفس الطريق، وهو حاضر في كل موقع تقريبا، وبمستويات جيدة او معقولة ومن المتوقع ان يكون منتجا اساسيا ورئيسيا في المدى القريب، ي قارع الياباني والأمريكي.
هذا النموذج الصيني هو الذي يجب ان نقف عنده طويلا عندما نزور الصين حتى نأخذ العضة والعبرة من هذا الشعب ومن هذا البلد.