استشاري للمخطوبات: كفي عن لعب دور الفتاة ”الهبلة“ المطيعة لطلبات خطيبها

نصح استشاري أسري الفتيات بتجنب الزواج من شخصٍ يعانين من نقص في التواصل العاطفي معه، والذي لايمكنهن الوثوق والاعتماد عليه أو الشعور بعدم الآمان معه، وقال: ”اختيار شريك لا تشعرين معه بالراحة النفسية ليست صفة جيدة للحصول على زواج وحب طويل الأمد“.
ونبه الاستشاري الأسري ماهر الحاجي من مؤشرات الاستغلال العاطفي من قبل الخاطب «العاقد» الذي يستغل خطيبته أو يسيء معاملتها نفسيا ويتجاهلها أو استخدامه السلوك التحكمي، فيتحكم في طريقة تفكيرها وطريقة ملبسها وطريقة تصرفها وتمسكه برأيه.
ونوّه إلى أهمية معرفة الفروق بين الاقتراحات والمطالب حول السلوكيات وتغيير الأفكار والشكل، وقال: ”كفي عن لعب دور الفتاة الهبلة المطيعة لطلبات خطيبها في كل شيء باسم الحب والأدب وحسن النية، والحقيقة إنه يستغلك باسم الرجولة والغيرة“.
وذكر أن هناك من يلجأ للاستغلال العاطفي كالغضب والسب وأحيانا التعدي الجسدي كوسيلة منظمة للضغط على شريكة حياته لتنفذ مطالبه، وأحياناً التسويف والتجاهل لشخصيتها، وقال: ”اعلمي يقينا أن الرجل الذي يستغلك عاطفيا باسلوب الغضب والسب أو التجاهل والتسلط ما جاء إلا من بيئة مماثلة، وغدا سيصنع بيئة نسخ لصق في بيتك معك ومع أولادك“.
وأضاف: ”كوني واعية وعلى مستوى الحدث، لا تُقدمي على زواج الاحتمالات والأمل بأن يتعدل حال خطيبك بعد الزواج، انتبهي لمؤشرات الاستغلال العاطفي وإياك أن تتجاهليها في الخطوبة وفترة العقد“، مؤكدا أن الأمان النفسي من أهم معايير الزواج الصحي.
واستنكر لهث الفتيات في فترة الخطوبة خلف تجهيزات حفل الزواج وتفاصيل تنسيق الكوشة والماكياج وقائمة الضيوف، قبل أن تفهم انطباعات وشخصية شريك حياتها خاصة في المسائل الحساسة والمهمة التي تركنها إلى مابعد الزواج، مبينا أن التحدث مع الخطيب بانفتاح لايعني الوقاحة.
وقال: ”لا تترددي في طرح مواضيع مثيرة للجدل أمامه لتراقبي ردة فعله، واعملي أن الفكرة ليست في نوعية الأسئلة التي تطرحينها بل في مراقبة ردود أفعاله تجاهها، فالكثير من خبايا النفس تكشفها طريقة الرد“.
وأوضح أن هناك عائلات لا تسمح بانفتاح الفتاة في أسئلتها مع خطيبها، ”هي رؤية واحدة شرعية والسلام، رؤية واحدة تُبنى عليها حياة قد تمتد 40 عاما للاسف، وهناك قصص معاناة طويلة سببها عدم الانفتاح والمصارحة بين الخاطبين“.
وأكد أن الزواج وسيلة وليس غاية، ”من المؤسف أن تظن الفتاة بأن الزواج هو الحل السحري لجميع مشاكلها مع أهلها أو دراستها أو بيئتها أو ظروفها، فتضع آمالها وأحلامها على شريك المستقبل الذي سيأتي على حصانه الأبيض وينتشلها من بؤسها“.
واستنكر الضغط النفسي الذي تصنعه بعض الأهالي على بناتهن من أجل الزواج، لافتا إلى أن بعض الأهالي يربون فتياتهن على أن السعادة هي في الحصول على زوج وبيت وأولاد، ”وهنا لا لوم على الفتاة إن تزوجت وعقلها فارغ تافه“.
ووجه كلمته للفتيات: ”عيشي حياتك بالطول والعرض بما يسعدك ويرضي ربك، جاء الزوج اهلا وسهلا، وليكن سببا إضافيا وليس أساسيا لسعادتك، لا تعلقي آمالك على احد ولا تنتظري الكثير من أحد، ضعي نفسك في المرتبة الاولى والثانية والثالثة ثم ليأتي بعد ذلك من يستحق“.