أمهات يفضلن اختيار زوجات ابنائهن تحت معايير معينة

اتفقت مجموعة من الأمهات على أهمية اختيار شريكة الحياة للإبن على حسب مواصفات ومعايير معينة، واختلفن حول رؤية الفتاة في مكان محايد دون علمها أو ترتيب موعد مسبق، وما إذا كان باستطاعة الشاب اختيار شريكة حياته بنفسه، او ترك المهمة للأم والأقارب.
حاورت «جهينة الإخبارية» عدد من الامهات التي تباينت آرائهن حول المسألة.
لاتمانع ربة المنزل فاطمة الباشا اختيار إبنها شريكة حياته والتقدم لخطبتها بعد السؤال الجيد عنها، أما إذا كانت هي من سيختار فتفضل رؤية الفتاة في مكان محايد ودون علمها، فالمهم عندها التعرف على شخصية الفتاة وظهورها على طبيعتها، فهي من يقع عليها مهمة تربية الأجيال؛ وتأتي بالدرجة الأولى البيئة التي تربت فيها، ثم الشخصية، ثم الشكل والصحة - حسب تعبيرها -.
وتفضل ربة المنزل أميرة الخليفة اختيار الفتاة من قِبل الأهل، وتقول ”ينجذب الشاب للمعايير الشكلية ولا يتعمق كثيرا، فقد يكون ملتزم وهي منفتحة، وكم سمعنا قصص أعقبها إنفصال وقطيعة رحم“.
وبينت أنها تفضّل رؤية الفتاة في مكان محايد دون علمها تجنبا للحرج، وترى أن من المعايير الناجحة هي البيئة الصالحة والتعليم، والتكافؤ الديني، والعلم والإيمان لصلاح التربية، وأن من الخطأ التركيز على المظهر ونسيان الجوهر.
وتفضّل فضيلة الأحمد اختيار الزوجة من قبل الأهل بدون إجبار، وإذا رغب الشاب الإختيار بنفسه فعليه مراعاة العرف الدارج، وقبول الفتاة التعايش معه ومع عائلته، ولا ترى كفاية رؤية الفتاة في مكان عابر للحكم بإنها مناسبة، وان من الافضل ترتيب موعد للتعارف بين العائلتين.
وأشارت إلى ان التعرف على الأم يفوق أهمية فهي من تربي الفتاة على القيم، والمفاهيم، والعادات، والمهارات الحياتية مما ينعكس سلبا وايجابا على الفتاة.
وقالت: ”من الخطأ التركيز على الشهادة، واسم العائلة، والشكل، والجنسية الأجنبية، وان الإختيار الصائب يكمن في الأخلاق والأسرة، ثم العمر والشكل ويكفي ان يكون مقبول“.
وترى سوسن العلي ان هناك أساسيات وسلوكيات وأخلاقيات لا يمكن أن يتعرفها الشاب في محيط العمل لوجود المجاملات بين الزملاء والزميلات، فلا بد من السؤال الجيد من الأهل وعدم الإكتفاء باختيار الإبن، فإذا أصرّ يكفي التوضيح له ليتحمل مسؤولية اختياره.
وقالت: ”لم يخدم الانفتاح الإعلامي العلاقات الحديثة وساهم في فشل الكثير منها، بالتركيز على المعايير الشكلية، وتغييب حقيقة نجاح العلاقة الزوجية ومعايير السعادة والإستقرار“.
وتابعت: ”لا بد من رؤية الفتاة بشكل أولي، والإستعانة بنصيحة الأهل والأقرباء، والإتفاق على جلسة تعارف بين العائلتين، والتنسيق لجلوس الشابين بوجود أحد الأقارب مع الإلتزام بالحجاب، فإذا حصل الإطمئنان، مع التكافؤ الديني والاجتماعي، يتم التنسيق للنظرة الشرعية، وتتمنى العلي قبول المجتمع فكرة إلتقاء الشابين أكثر من مرة مع الضوابط الشرعية، ليتعارفا أكثر، ويقررا اذا كانا ملائمين لبعضهما“.
ومن جهة أخرى، ترى الزميلة منى البقشي: ”ان العالم بات نافذة مفتوحة، والعمل لا يخلو من الشراكة بين الجنسين، فلامانع من اختيار الشاب شريكة حياته، ويعتمد ذلك على الروح الرياضية لدى الأهل والعادات والتقاليد والقناعات، بالإضافة لطواعية الابن وخضوعه لاختيار أسرته، وتلبية الأسرة متطلباته.
وقالت:“ لاتزال العادات والتقاليد تحكم مجتمعنا في اختيار الزوجة ورؤيتها في التجمعات كالزفاف، ومطابقة المواصفات المرغوبة من الشاب والأهل على الفتاة، ثم تأتي النظرة الشرعية والتي غالبا ماتكون متكلّفة".
وأضافت: الكثير يبحث عن الحسب، والنسب، والجمال، والشهادة، ويتغافل عن الدفء، والطمأنينة في التكافؤ الثقافي، والفكري، والاخلاق. وتعزو للانفتاح الحالي تحجيم أمنيات الزوج في زوجة المستقبل وأم الاولاد في ظل انشغالها بوسائل التواصل، ومواكبة الموضة، وحضور المستجدات في الساحة.
وتنصح بعدم التدخل في حياة الإبن وتركه يرتب حياته مع زوجته بطريقتهما.
وتؤيد الكاتبة حميدة الرمضان اختيار الشاب للفتاة ضمن بيئة مفتوحة ونظيفة وبما يرضي الشرع والأهل،: ”نحن نمر بمرحلة انتقالية، وصار للشباب مواصفات دقيقة للإختيار والقبول، ومالم تتوفر تلك البيئة فعلى الأم أو أحد الأقرباء مساعدة الشاب في ذلك وفق خطوط عريضة وأهمها البيئة الصالحة“.
وأضافت: ”أول الخطوات تكمن في البحث عن العائلة ذات الخلق والدين، ثم النظر في التكافؤ الاجتماعي، والعلمي، والإقتصادي، ومستوى الذكاء، ثم الترتيب للقاء العائلتين في جلسة صريحة وواضحة، فإذا حصل الإطمئنان، يتم التفاوض حول طريقة تواصل الشابين، للتعرف على الميول والأهداف والهوايات وخططهما للحياة والمستقبل“.
ولا ترى كفاية رأي الاهل في الطرف الآخر بل عليهم مساعدة الشاب في تكوين رأي مسؤول وناضج لضمان حسن الإختيار.
وذكرت ان المقدمات المتأنية والدقيقة تجنّب الوقوع في الخطأ، وان زواج الأقارب من زمان الأجداد يساعد على انتقال الأمراض الوراثية ويقلل نسبة الذكاء ولا بأس إذا كان من الدرجة الثالثة، أو الرابعة".
وأكدت على أهمية الدين، والخلق، والمستوى العلمي، والنظر في الطباع كالبخل والعصبية والنزق.
وأيدت عضو جمعية سيهات سابقا منى المسكين، المشاركة بين الأم وابنها في اختيار شريكة الحياة، وترى أهمية التكافؤ الديني وتشابه العرف بين العائلتين فما تراه عائلة جائز، تراه أخرى محرم.
وتفضّل الأخصائية الإجتماعية بهية آل ناصر اختيار الشاب عروسه بنفسه ليتحمّل مسؤولية اختياره، وتحذّر من الإنبهار بشكل الفتاة وثرائها على حساب الفكر وسطحيته، وترى أن المعايير الناجحة تكمن في العلم، والأدب، والأخلاق، والعائلة ذات السمعة المشرِّفة والمحترمة والجمال.