أهالي تاروت: فقدنا برحيل «الاحسائي» التاجر النزيه والإنسان الكريم

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين بكلمات التأبين للراحل الحاج جعفر الإحسائي، واحتشد الكثير من أهالي جزيرة تاروت لحضور مراسيم التشييع بالأمس.
وينتمي الراحل صاحب محل "مصاغات السلام " إلى أسرة احسائية وورث الحاج جعفر من والده مهنة الصياغة التي برع فيها، وعرف عنه حسن الصدق والعطاء والمساعدة لأهالي جزيرة تاروت والمشاركة في المساهمات الخيرية.
ورثى الأخصائي جعفر العيد في صفحته قائلا: أعلنت جزيرة تاروت حالة الحداد، ومعها كل المحبين من أقارب وأصدقاء المرحوم وكأنها على موعد من الحزن والأسى؛ وذلك بالنظر إلى سجايا ومواصفات المرحوم جعفر الأحسائي.
وأردف: لقد جمع المرحوم سجايا مجتمعي الأحساء وتاروت؛ إضافة إلى صفات شخصية جميلة منها الكرم؛ والمسامحة؛ والتوكل والثقة الكبيرة بالباري عز وجل، منوها إلى أنه كان لديه الكثير من المساهمات الخيرية مع الجمعيات وغيرها.
واستذكر العيد أحد المواقف التي شهدها مع الراحل، حيث اشترت أحد النساء الذهب، دون أن تدفع فسألته متعجبا: كيف طلبت منها الانصراف دون معرفة اسمها وعنوانها؟ فأجابني: أنها ستعود وإلا فالله يسامحها».
وكتب الشيخ محمد أبو زيد في مقالته بعنوان «جعفر تاجر الذهب … معايير مختلفة في معادلة الثروة والنجاح» الحاج جعفر لم يكن عالماً ولا خطيبا ولا كاتباً ولا أديبا وليس مثقفاً بالمعنى الحرفي التقليدي لهذه المفردات، ولكنه كان إنساناً بمفهوم كلمة إنسان الواسعة المعنى والواضحة الدلالة والفضفاضة، المفردة التي تحتضن مجموعة قيم يتسالم عليها الكبير والصغير والعالم والمثقف وغير العالم والمثقف والرجل والمرأة على حد سواء.
وأضاف: جعفر كان معلم للصدق والبذل والتسامح والأمانة والبساطة، فلم يكن التاجر الشره المستغل الذي ينتهز حاجة الناس ويستغل جهلهم بتقلبات السوق.
وأشار إلى أنه كان الناصح الشفيق والمستشار المؤتمن يقدم النصائح الصادقة لزبائنه وخصوصا النساء وينهاهن عن البيع المجحف ويكف أيديهن عن الشراء المرهق عندما يرتفع سعر الذهب لأسباب غير واقعية.
ومضى يقول: كان الاحسائي تاجرا ورعاً نزيهاً ولم يكن انتهازياً يحتكر السلعة ليجحف بزبائنه ويستغل حاجتهم للمال، مشيرا إلى أنه كان يقدم المال للكثير من زبائنه قرضا لحين تتحسن أحوالهم ويعيدوه دون أن يلجئهم لبيع ما لديهم، واصفا إياه بأنه «كان سخياً كريماً ملك المال ولم يملكه المال».
وتداول الأهالي قصة أحدى المعلمات والتي ذهبت لتشتري هدايا لطالباتها المتفوقات من حفظة القرآن الكريم من مجوهرات السلام فلما علم سبب شراء هذه الهدايا أنتظر حتى تنتهي من اختيارها فقال لها: خذي مني هذه الهدايا هدية لحفظة كتاب الله.
صاحبة القصة ترثي فيها الفقيد قائلة: ورثت المعلمة
تاروت من الخطب قولي ما جرى
مالي أرى دمع عينيكِ جرى!!
قالت ومنها القلب يبكي حسرةً
فجعت هذا اليوم بفقد جعفرا