الشفافية والتواصل.. من أجل الوطن
مرت العديد من البلدان المحيطة بنا بالكثير من القلاقل والمحن، ما زال أغلبها لم يتجاوز محنها ومشاكلها، حمى الله بلادنا من تلك المحن وأبعدنا عن تلك المشاكل، فقد خابت محاولات زرع الفتن وبث الفرقة في النيل من وحدة الوطن واستقراره والحمد لله، ومن جانب آخر فاننا مقدمون خلال الفترة المقبلة على تغييرات كثيرة ومختلفة، ولعل الرؤية التي أطلقها صاحب السموالملكي ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، هي المنطلق لتلك التغييرات، والتي تناولها الكثير من الباحثين والكتاب من زوايا كثيرة لا داعي لتكرارها، ولكن يمكن أن نشير الى نقطة مهمة مرتبطة بما يمكن أن نسميه حواشي تلك الرؤية، وأعني بذلك ما أشار اليه سموه حول الشفافية في العمل والتحرك، وحدد بشكل خاص وضع ارامكو التي سيتم الاكتتاب في جزء من أسهمها وبالتالي لا مناص من الحديث عن كافة تفاصيل عملها وبرامجها ودخلها، ولا شك ان الحديث عن الشفافية حديث مهم جدا، وسينتظر المواطن بفارغ الصبر مظاهر تطبيق ذلك المبدأ من دون أدنى شك، سواء في ما يتعلق بارامكو أو غيرها.
ولعله من المناسب الحديث عن الشفافية بمناسبة الزيارة التي قام بها وفد من محافظة القطيف الى الادارة العامة للمباحث بالمنطقة الشرقية بدعوة منها - كما حدث مثلها لوفود عدة سواء بالشرقية وغيرها - هذه الزيارة التي أشار فيها المسئولون الامنيون، إلى أنها تأتي في اطار الشفافية أيضا، وإتاحة المجال للناس للاطلاع على جانب من الجوانب المهمة في جهاز من أهم الاجهزة الامنية، ولتوضيح ما يتم على الموقوف بشكل واضح من لحظة وصوله السجن حتى خروجه، حضرها كبار قادة هذا الجهاز مما يعكس اهتمامهم بها، وكذلك أهميتها، وتوضيحا لبعض ما جاء في اللقاء، علاوة على ما نقلته الصحافة، نشير الى نقاط أخرى، ومنها أن الوفد طلب اللقاء مع الموقوفين، وتمت الموافقة المبدئية على ان يحدد الموعد لاحقا، كما اقترح الوفد وجود مناقشة فكرية علاوة على الرعاية الاجتماعية والنفسية التي يلقاها النزيل من قبل الاخصائيين، في قسم المناصحة، وكذلك تمت مناقشة العمل بشكل رسمي على توفير وظائف مختلفة لمن أنهى محكوميته ليبدأ حياته من جديد بيسر وسهولة.
وهنا يجب أن نشير الى أن هذه الزيارة مهمة جدا وغير مسبوقة، ونتمنى أن يتبعها المزيد من الخطوات، باتجاه المزيد من الشفافية، فيما يتعلق بالسجين تحديدا وفي مختلف المراحل التي يمر بها حتى خروجه، والتواصل من أجل الوقوف على حالتهم، سعيا نحو توفير المزيد من الراحة لهم، بل وربما نحو أمورأخرى أكثر فائدة وأهمية، وتبقى هناك مسألة يلزم الاشارة لها، وهي أن التواصل بشكل عام بين أبناء المجتمع أمر مطلوب والتواصل مع مختلف الاجهزة والوزارات أيضا أمر مطلوب ومهم، وتأتي هذه الزيارة ضمن حالة التواصل التي لا بد منها، خاصة ونحن نعيش بداية فترة انفتاح، وباعتقادي أن الرؤية الجديدة المتوقعة والتي سمعنا عنها حول هذا الجهاز كفيلة بتعميق هذا التواصل، لما فيه خير الجميع، وفقنا الله للعمل الجاد والمضني من أجل حماية أبناء الوطن وحماية الوطن بحول الله، إنه سميع مجيب.