آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 9:16 م

حادثة ضرب الطالب في مدرسة سيهات.. العبرة والعظة

كمال أحمد المزعل * صحيفة اليوم

تناقلت الأخبار في الأيام الماضية حادثة تعرض أحد طلاب مدرسة ابتدائية في مدينة سيهات للضرب من قبل مدرِسِه، لذا من المهم التطرق لهذا الحدث بصورة أوسع، فمن جانب يتضح أن إدارة التعليم لا تتعامل مع حوادث ضرب الطلاب بصورة فعالة، وإلا لما استمرت هذه الحوادث، حيث من المؤكد أن حوادث أخرى لم ينقلها الإعلام، لذا فالمسئولية الأولى وبلا شك منوطة بإدارة التعليم لإيقاف مثل هذه الأمور، وقد نقل لي قبل عدة سنوات أحد الآباء، أنه كان يتحدث مع وكيل إحدى المدارس الذي كان ينفي وجود ضرب بالمدرسة، وبعد قليل حضر أحد الطلبة يسأل عن العصا، فنهره الوكيل وقال انه لا توجد لدينا عصا بالمدرسة، فما كان يريد أن ينفيه الوكيل أراد الله أن يظهره، لذا فحالات الضرب موجودة وبدون أدني شك، ومن هنا يجب أن يكون لإدارة التعليم موقف حازم من هذا الأمر، فهو مخالف للأنظمة والتعليمات كما أن له آثارا سلبية عديدة وعميقة على الطفل بل وعلى بقية الطلاب، فما سمعناه عن الحالة النفسية التي تعرض لها الطفل بعد الاعتداء عليه يؤكد ذلك، بل إن أحد الآباء ينقل أن ابنه، وهو من طلبة المدرسة، جاء لهم من غرفته في الليلة التالية للحادث خائفا وتاركا لغرفة نومه وهو يقول، إنه خائف أن يأتي إليه المدرس ويضربه بالرغم من أنه في بيته - فمن الواضح التأثير النفسي الذي أثر ويؤثر على زملاء الطالب في المدرسة وبالدرجة الأولى على الطالب الضحية، ولنا أن نتصور حالة الطلبة الأطفال أيضا عندما يحضر مسئول امني للتحقيق معهم في المدرسة، أو لنقل لسؤالهم عن الحادثة وهم صغار في مثل هذا السن.

من جانب آخر لا نرغب في وضع اللوم بكامله على إدارة التعليم، فمسألة الضرب والعنف مع الطلاب، كانت منذ القدم ولعل البعض يتندر بالقول إن الضرب في الماضي كان أكثر وأشد، وكأنه يعطي مبررا للعنف الحالي، وهو كلام مردود عليه جملة وتفصيلا، فالوقت غير الوقت والجيل غير الجيل، ولا بد أن نشير إلى أن هذه الحالات وما سبقها هي نموذج لحالات العنف التي يعيشها المجتمع، فهناك العنف الذي يمارسه بعض الآباء مع الأبناء، وكذلك العنف الذي يمارسه بعض أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، سواء العنف اللفظي بمختلف أنواعه، أو العنف البدني الذي نشهده هنا وهناك، فمن حالات التفسيق والتكفير وغيرها، إلى حالات القتل والتفجير الذي شمل القريب والبعيد، إذا هناك ثقافة عنف منتشرة بيننا جميعا نمارسها بأشكال مختلفة ودرجات متعددة، وعلينا جميعا أيضا أن نسعى لمعالجتها، فثقافة الحوار والنقاش معدومة للأسف الشديد، فعلى كل مدرس أن يراجع حساباته ويرى هل للحوار دور في علاقاته مع طلبته، وكذلك على كل أب وأم، والأمر بالطبع مطلوب من كل فرد من أفراد هذا البلد، حيث يجب عليه التعامل مع الآخر باللين والحوار والبعد عن القسوة في الحديث، ناهيك عن استخدام العنف البدني، وقبل ذلك لا بد من وضع أنظمة تحاسب كل مدرس وكل أب وكل مواطن يتجاوز تلك الحدود، والاهم هو تفعيل تلك الأنظمة وتطبيقها، من أجل سلامة المجتمع والوطن.

سيهات - عضو مجلس بلدي سابق - راعي منتدى سيهات الثقافي