اليوم العالمي للكتاب
أشرنا في الأسبوع الماضي إلى اليوم العالمي للكتاب، الذي يصادف 23 من ابريل من كل عام، كما حددته اليونيسكو، باعتباره يمثل ذكرى وفاة أو ولادة مجموعة من الكتاب والمؤلفين ولعل أبرزهم الأديب الانجليزي المعروف شكسبير، الذي توفي في 23 أبريل عام 1616م، تم ذلك في مؤتمر اليونيسكو العام، الذي عُقد في باريس عام 1995، رغبة من اليونيسكو في تشجيع القراءة بين الجميع، وبشكل خاص بين الشباب، وقد اختارت اليونيسكو والمنظمات الدولية التي تمثل القطاعات الرئيسية الثلاث لصناعة الكتاب، وهم الناشرون وباعة الكتب والمكتبات، العاصمة العالمية للكتاب في كل عام، وتم اختيار مدينة فروتسوف البولندية، لتكون العاصمة العالمية للكتاب في هذا العام 2016م، وذلك لالتزامها بنشر رسالة قدرة الكتاب على تعزيز الإبداع والارتقاء بالحوار بين الناس كافة.
ملايين الناس تحتفل بهذا اليوم عبر العالم، كمناسبة رمزية لتشجيع الناس على الاهتمام بالكتاب والقراءة بشكل عام، عبر المبادرات والاحتفالات وإبراز الاهتمام الخاص بالكتاب بل والكاتب، خاصة أن من ابرز قضايا الكتاب هو عدم احترام حقوق المؤلف، ومع انتشار الانترنت وغيرها من وسائل التواصل التي سهلت انتقال الكتاب ولكن بصورة غير مشروعة
الجمعة قبل الماضية واحتفاء بهذه المناسبة، شاركت مجموعة شبابية في كورنيش القطيف بعمل مهرجان تحت اسم «اقرأ كتابك» الذي يهدف إلى الاحتفاء بالكتاب والتأكيد على أهميته، هذه المبادرة يقوم على رأسها الكاتب الأستاذ حسن حمادة المهتم بالكتاب وبالقراءة إجمالا، وله عدة مؤلفات في هذا المجال، في المهرجان حضر ما يقارب ال 500 عائلة وتم توزيع ما يقارب ال 1500 كتاب، الفعالية استمرت أربع ساعات، وحضرها العديد من الكتاب والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي، وكانت هناك مشاركة من قبل مجموعة «معارف مقروءة» التي تهتم بالكتاب المسموع، وأعطت الحضور فكرة عن نشاطها وبرامجها وإنتاجها فيما يتعلق بالكتاب والاهتمام به عن طريق الوسائل السمعية، لنشر الكتاب والتعريف به.
في الأسبوع التالي وتحديدا في ال 30 من شهر ابريل تم إحياء فعالية مشابهة تحت عنوان «الحدائق تقرأ» وذلك في حديقة مدينة سيهات العامة، شدد فيها المشرف على الفعالية الأستاذ حسن حمادة، على ضرورة الاهتمام بالكتاب والدعوة لتكون القراءة عادة تُمارس ضمن السلوك العام، وتم توقيع كتابين هما الهوية والتابوهات الثلاثة، لحسين عبدالهادي آل حماد وكتاب في الشعر «مساحة منذورة للفراغ» للكاتبة نجوى الناصر.
مبادرة جميلة ولطيفة تعكس وجود اهتمام ورغبة في الاحتفاء بالكتاب وكذلك بالقراءة، بل والسعي لتحويل القراءة إلى سلوك عام وطبيعي دائم، إلا أن الشاهد في الأمر هو غياب هذا الحدث - وأعني به اليوم العالمي للكتاب - غيابه عن الصحافة اليومية تقريبا، فلم نسمع عن إشارة أو ذكر من قبل الصحف المحلية للمناسبة، والأهم من ذلك عدم احتفاء المؤسسات الثقافية المحلية المختلفة بالحدث، وكان الأولى أن تكون هي في مقدمة الجهات الداعمة والمحتفية بهذه المناسبة، لارتباطها الرئيسي والخاص بالثقافة والكتاب والقراءة إجمالا.
الكتاب والقراءة عموما مظهر من مظاهر رقي الأمم وتقدمها، ولا يمكن أن نصف امة بأنها متحضرة وهي لا تولي الثقافة والقراءة نصيبا مهما في برامجها، نأمل أن نشهد في السنوات القادمة احتفاء خاصا بهذه المناسبة وإبرازا لها بما يتلاءم وأهميتها.