آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

الثقافة.. الرقي الاجتماعي

كمال أحمد المزعل * صحيفة اليوم

في الحديث عن الثقافة، قد يتبادر إلى الذهن الحديث عن المثقفين والمفكرين والكتاب، إلا أن هناك جانباً آخر من الثقافة يمكن الحديث عنه، فعندما نتحدث عن السياقة المتهورة، يأتي الحديث عن فقداننا لثقافة السلامة المرورية، وعند الحديث عن المأكولات يأتي الحديث عن الثقافة الصحية وأهميتها. لذا، فمن ضمن التعاريف التي تطلق على الثقافة أنها الرقي؛ للدلالة على الرقي الثقافي والفكري والاجتماعي، وللحديث عن الرقي الاجتماعي يمكن الحديث حول نواح عدة، فالحديث حول مفهوم النظافة مثلا يجرنا للحديث عن اهتمام الناس بالنظافة في مختلف شؤونهم.

قبل أيام كنت في أحد الفنادق، سكب النادل القهوة، انسكبت القهوة على الأرض، لم يعتذر، لم يقم بالتنظيف، بالنسبة له فإن ما جرى أمر عادي، ثقافته لا تدفعه لعمل شيء، وربما يمكننا أن نقول إن ثقافة إدارة الفندق تعتبر أن الأمر عادي، وإذا كان هذا ما حدث في فندق، فما حدث في مجمع تجاري آخر بالدمام لا يختلف كثيرا، فعندما كنا نتناول الطعام، وإذا بنا نشاهد بعض الحشرات تسير بقربنا، تحدثنا مع عامل النظافة، فماذا كنا رده «ما فيه مشكل»، بالنسبة لعامل فقير قادم من منطقة نائية، لا تعني شيئا، فلا مشكلة أن يأكل والحشرات تتحرك من حوله، تلك هي ثقافته، ذلك هو حدود إدراكه واهتمامه بالنظافة، وإذا كان هذا حال عامل النظافة، فإن حال النظافة داخل المجمعات التجارية وتحديدا في دورات المياه أسوأ بكثير، لماذا وضع النظافة في مجمعاتنا التجارية لا يصل الى مستوى النظافة في الدول المجاورة؟

إن ذلك بسبب ثقافة الناس وبسبب ثقافة الملاك، الملاك لدينا وللاسف لا ينظرون الى ضرورة الرفع من ذلك المستوى، بالنسبة لهم إن توفر اوراق التنشيف مثلا أمر غير ضروري، وطالما اشتكينا من الحالة المزرية لدورات المياه في المحطات على الطرق الرئيسية، وانتقدَنا بعض مواطني الدول المجاورة خاصة بعد عودتهم من الحج، إذاً ثقافة الاهتمام بالنظافة معدومة أو ضعيفة جداً، من المألوف أن ترى أحدهم يفتح نافذة السيارة ويرمي ما لديه من النافذة، والأمر ايضا يتكرر في الحدائق وعلى الكورنيش، فما أن تغادر العوائل الموقع حتى نجده في حال يرثى لها، إنها وبالمختصر، غياب ثقافة الاهتمام بالنظافة، إن هذا الضعف في هذا الجانب من الثقافة إضافة الى مردوده الصحي السلبي، وكذلك الحضاري السلبي على البلاد، فإنه يسيء الى وطننا أمام الملايين من الزوار طوال العام، وإذا كان الامر بذاته سيئا فانه من هذا المنظور أكثر من سيء. وبالتالي ما هو الحل؟ فيما يتعلق بجانب من هذه القضية، فإن الأمانات والبلديات تتحمل جزءاً منها، فهي تستطيع أن تفرض أنظمة صحية صارمة، تماما كما تفرضها على المطاعم والمغاسل، والأهم من ذلك تفعيل تلك القوانين والانظمة، وكذلك الامر بالنسبة للكورنيش والحدائق العامة.. لذا، من المهم أن تقوم كافة الجهات المعنية بسن القوانين والانظمة ومن الضروري متابعة تطبيقها، ومن ثم على الإعلام المساهمة في نشر هذه الثقافة ومن بعده يأتي دور المدرسة والبيت؛ للعمل على نشر هذه الثقافة؛ من أجل الرقي الاجتماعي ورقي بلدنا.

سيهات - عضو مجلس بلدي سابق - راعي منتدى سيهات الثقافي