نحو إستراتيجية لتحسين درجة مؤشر الابتكار العالمي للسعودية
أقيمت يوم الاربعاء الماضي أمسية تكريمية للشاعر علي الدميني، بمبادرة من النادي الادبي بالمنطقة الشرقية، في مبنى جريدة اليوم، وقبل ذلك بأيام أقيم بالقطيف برنامج لتكريم الرياضيين المتميزين من محافظة القطيف، الا أن الحدث الابرز كان البرنامج الذي أُقيم مساء الاثنين بمجلس أمير المنطقة الشرقية الاسبوعي الامير سعود بن نايف، حيث تم تكريم مجموعة من المهندسين الذين قدموا ابتكارات بناءة وفرت على شركة ارامكو وسكيكو مليارات الريالات، إننا في حاجة ماسة لدعم الابتكار والتطوير معنويا وماديا، فقبل فترة صدر تقرير مؤشر الابتكار العالمي، ويهدف هذا التقرير بالأساس إلى ترتيب القدرات الابتكارية لاقتصادات العالم ونتائجها، ويقرّ التقرير بدور الابتكار كمحرّك للنمو والازدهار وبالحاجة إلى تطبيق منظور أفقي واسع في مجال الابتكار على الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وهو يدرج مؤشرات تتجاوز القياسات التقليدية للابتكار، مثل مستوى البحث والتطوير حيث يستعرض 79 مؤشرا.
ويؤكّد «برونو لانفان»، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وأحد المشاركين في وضع التقرير «أنّ الابتكار يحمل في طياته وعدا بعيد المدى، بتحفيز النمو الاقتصادي في البلدان، على اختلاف مراحل تنميتها، ولكن تحقيق هذا الوعد لا يأتي تلقائيا». ويتابع: «ينبغي على كل بلد أن يجد المزيج المناسب من السياسات لحشد الإمكانات الابتكارية والإبداعية الكامنة في اقتصاده».
ان «ريادة الأعمال والقيادة والإرادة السياسية، تحدث فرقا فيما يتعلق بالابتكار. فالحواجز تتهاوى، ورواد الابتكار يعرضون أداء أعلى مما يوحي به دخل الفرد في هذه البلدان. وقد أصبحت خبراتهم الآن مثالا تحتذي به بلدان أخرى للنجاح وتحويل الإبداع إلى محرك عالمي حقيقي نحو النمو المستدام».
من هذا المنطلق مع ايماننا بالمبادرات التكريمية لابناء الوطن وأهميتها، في المجالات المختلفة، الثقافية والرياضية والعلمية، وتقديرنا لدور المبادرات التكريمية في قطاع التعليم التي تقام سنويا، حيث يقام - وعلى سبيل المثال - سنويا حفلا تكريميا على مستوى المنطقة الشرقية، وعلى مستوى المحافظات لتكريم الطلبة والطالبات، من المؤكد ان لذلك التكريم أثره الكبير في دفع وتشجيع الطلبة والطالبات، إضافة الى برنامج تطوير الموهوبين الذي يعتبر استكمالا للاهتمام بالطلبة المتفوقين، هذه التوجهات التعليمية من المؤكد أنها اللبنة الاولى للتطوير العلمي والابداع والتطور التقني، الا أنه مع ذلك لا بد من وضع استراتيجية واسعة، تجمع كل الجهود التي تبذل حاليا نحو هدف واحد، للعمل على تحسين الاوضاع المحيطة، بنا وتوفير الاجواء المناسبة، لتسريع وتيرة العمل باتجاه التحسين السريع، لترتيب المملكة في مؤشر الابتكار العالمي، هذا المؤشر الذي تتربع على قمته لعدة سنوات تقريبا سويسرا، المملكة المتحدة، السويد، هولندا، الولايات المتحدة الامريكية «بالترتيب»، أما المملكة العربية السعودية فان ترتيبها 43، بالتأكيد المطلوب ليس تحسين الترتيب من أجل تحسين الرقم، بل ان تحسين الترتيب يعني تقدم البلد وتطوره في مجالات عدة، نأمل قيام استراتيجية واسعة تضم مختلف الجهات المعنية، لوضع خطة للوصول الى درجة افضل في سلم الترتيب، عبر وضع أهداف محددة، ومقاييس للوصول لتلك الاهداف، حتى يمكن تحقيق النمو والتطور لبلدنا، فالتحدي الحالي للمجتمعات هو تحدي البناء والتطور، والبلدان التي لا تتطور فذلك يعني انها تتراجع الى الخلف، كلنا ثقة أننا وبسواعد أبناء الوطن سنصل باذن الله.