آخر تحديث: 6 / 7 / 2025م - 11:28 ص

عاشوراء مجموعة من التحركات الاجتماعية الهادفة

جعفر العيد

إضافه إلى مكانة مناسبة عاشوراء الدينية في الضمير الأسلامي، والشيعة على وجه الخصوص، تعتبر مناسبة عاشوراء مناسبة اجتماعية بإمتياز تتفوق على جميع المناسبات الاجتماعية والخيرية الأخرى.. الأمر الذي استفادت منه المجتمعات استفادة كبيرة نذكر منها الأمور التاليه:

أولا: باب من أبواب العمل التطوعي.

إذا وفقت ودخلت إلى أي مجتمع «يحيي مناسبة عاشوراء» تجده ماكينة من العمل التطوعي أما بالجهد وهو الموجود عند معظم الشباب اليافعين حيث يفتقدون القدرة المادية الكبيرة، لكنهم يمتلكون القوة البدنية، والوقت للتعاون في انجاز أهداف وأمور الخدمة الحسينية: من طبخ أو توزيع أو ترتيب، وحضور أو عزاء أو غيره.

ثانياً: باب من أبواب التعود على البذل والعطاء.

في موسم عاشوراء تجد الناس يبذلون على قدر استطاعتهم.. فمنهم من يشتري التمر أو الماء ليوزعه على المشاركين، ومنهم من يخفض من سعر السلعة، ليسهل على المساهمين القدرة على الشراء والعطاء، ففي عاشوراء يتعلم الناس «كل الناس» نبذ الانانية والتعود على البذل والعطاء في سبيل خدمة اجتماعية مقدسة.

ثالثاً: ممارسة العمل الجماعي

أمثلة العمل الجماعي في مناسبة عاشوراء كثيرة وكبيرة فالعزاء والمواكب العزائية هو عمل جماعي وكل موكب له خدامه ومشرفيه ومساعديهم.

كما ان تجهيز الوجبات يجهز بشكل جماعي، يتعود فيه الأولاد الصغار، والبنات الصغيرات على مهارات التقشير والتفريم في هذه المناسبة، بخلاف المناسبات الاخرى.

وهنا يتعود المجتمع على العمل الجماعي، ويتذوق حلاوة العمل مع الآخرين، وبالتالي فمناسبة عاشوراء تعود على المجتمع بالمنفعة في مواجهة الصعوبات الاجتماعية بالتكاتف والتعاون.

رابعاً: عاشوراء مناسبة لملامسة المشاعر والعواطف الأنسانية.

الإنسان المشارك في عاشوراء يتصرف بأدب وإحترام للآخرين ولا يحاول الاصطدام معهم، ومناسبة عاشوراء تفجّر في الإنسان الطاقة للاعتناء باسرته واهل بيته خصوصاً الاخوات منهن،، لوجود الأمثلة الكبيرة في سيرة عاشوراء تتضمن تضحية البطل ابو الفضل العباس في سبيل اخوه واخوته وبقية أعضاء اسرته، فهي مناسبة قويه لإذكاء المشاعر التي ربما دفنتها الحياه الماديه.

خامساً: تفاصيل هادفه في المناسب العاشورائية.

المتأمل في تفاصيل المناسبة العاشورائية، يلاحظ ان لكل عمل? أو تفصيل من هذه التفاصيل اهداف مرسومة، وجميع هذه الاعمال تتكاتف مع بعضها لتنجح هذه المناسبة فعلى سبيل المثال المجالس العاشورائية وتهدف إلى شرح السيرة العاشورائية، والنصح، وتقديم الاحكام الشرعية للناس، وشرح تفاصيل ظلم بني أمية لأهل البيت، وظلم بني العباس لأهل البيت، إضافة إلى التوجيه الاجتماعي، واهداف كثيرة لا يتسع المقام لتفصيلها.

تتضمن مناسبة عاشوراء ايضا العزوف عن ملذات الدنيا المعيشية اعلاناً عن الحزن والحداد لمناسبة مقتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه واله، والتوجه من قبل الناس نحو مجالس العزاء على الامام الحسين النساء في مجالس النساء، والرجال في مجالس الرجال، ونلاحظ هنا انه إذا عزف الناس عن ملذات معيشتهم وذهبوا إلى المجالس الحسينية، ياتي دور الإطعام وهو أحد العناصر المؤكد عليها، والإطعام هنا يرتبط بجميع الحركات الاخرى.

فالاطعام في مناسبة عاشوراء هو الذي يساعد المعزين على الاستمرار في عطائهم دون الالتفات إلى تدبير الشراب والطعام، والمال... لان الطعام يبذل في سبيل الله مجانا.

في الأخير يمكن ان نقول ان مناسبة عاشوراء هي مناسبة اجتماعية تقوم حركاتها وسكناتها في هدف واحد يساعد المجتمع على التكاتف والترابط ويساعد على ديمومة المناسبة العاشورائية حية في ضمير المجتمع تنبهه في كل وقت للاتفات إلى عدم ظلم الناس، وعدم مساعدة الظالمين على الظلم، بل البذل والعطاء للمجتمع سواء بالوقت أو الجهد أو المال أو بجميع هذه الامور.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
فاطمة مهدي
[ العوامية ]: 5 / 7 / 2025م - 10:26 م
طرح المقال جانبا مغفولا من عاشوراء حيث تم التركيز على الأثر الاجتماعي لا العاطفي فقط. فكرة أن عاشوراء مدرسة للعمل الجماعي والبذل تستحق أن تدرس في المناهج.
2
سعاد عبدالله
[ القديح ]: 5 / 7 / 2025م - 11:39 م
حبيت كيف فسرت الإطعام كركيزة دعم معنوي للمعزين وليس مجرد كرم تقليدي. هذا التحليل أضاف بعد وعي جديد لفكرة الأكل في عاشوراء.
3
هاشم منصور
[ الجش ]: 6 / 7 / 2025م - 9:46 ص
شكرا استاذ جعفر.. تمنيت لو طرحت جانب من التحديات اللي تواجه هالأنشطة زي التكرار أو ضعف التنظيم أحيانا.