”وصايا باطلة“.. الشيخ القطري ينتقد ممارسات اجتماعية تكرس القطيعة

انتقد الشيخ أحمد القطري بشدة بعض الممارسات الاجتماعية السائدة، وعلى رأسها كتابة وصايا تمنع أشخاصًا معينين من حضور مراسم الجنازة أو مجالس العزاء.
وشدد على أن مثل هذه الوصايا تعد ”باطلة شرعًا“ كونها تتعارض بشكل صريح مع جوهر الأخلاق الإسلامية الداعية إلى العفو والتسامح والتراحم.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها يوم التاسع من شهر محرم في مسجد أبو عزيز بجزيرة تاروت.
وأوضح أن هذه الممارسات الدخيلة تكرس القطيعة والخصام حتى بعد الموت، وهو ما يتنافى تمامًا مع سيرة النبي محمد ﷺ وأهل بيته ، الذين عرفوا بالتجاوز والعفو حتى عن أشد أعدائهم.
وأكد أن الحكم الشرعي القائم على مبادئ الإصلاح والمودة يسمو فوق أي رغبة شخصية تدعو للفرقة.
وشدد الشيخ القطري على أن التمسك بقيم العفو والتسامح ليس مجرد سلوك أخلاقي رفيع، بل هو امتداد حي لأخلاق النبوة، وله أثر مباشر في تحقيق راحة النفس وصفاء القلب في الدنيا، بالإضافة إلى جزائه العظيم في الآخرة، مستشهدًا بالوعد الإلهي في قوله تعالى: ”فمن عفا وأصلح فأجره على الله“.
وبيّن أن هذه المنظومة الأخلاقية المتكاملة تستند إلى الكمال الذي بلغه النبي ﷺ، والذي أثنى عليه الله بقوله: ”وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ“.
وأشار إلى أن هذه الآية، كما يوضح علماء البلاغة، ليست مجرد إخبار، بل هي تأكيد إلهي على عصمة وكمال أخلاق النبي ﷺ، الذي قال عن نفسه: ”أدبني ربي فأحسن تأديبي“.
ولفت الشيخ القطري إلى أن مهمة النبي ﷺ في إتمام مكارم الأخلاق تستلزم بالضرورة أن يكون هو نفسه قد بلغ الكمال فيها، وهو ما تؤكده الأوصاف الإلهية التي اختاره الله بها، ك ”المختار“ و”المصطفى“.
ودعا الحاضرين إلى أن يكونوا تجسيدًا عمليًا لهذه الأخلاق النبوية في حياتهم اليومية، من خلال التواضع للكبير والصغير، ومقابلة الناس بالرحمة والابتسامة، مهما بلغ الإنسان من جاه أو مال، فالاقتداء الحقيقي بالنبي يكون باتباع نهجه في التعامل مع الخلق، ونبذ كل ما يؤدي إلى الشحناء والبغضاء.