آن الأوان لتتخلص من المواد البلاستيكية قي مطبخك
Time to throw away the plastics in your kitchen?
July 1,2025
باحثون من جامعة روتشستر تناولوا بالدراسة القلق المتصاعد بشأن تأثير المواد البلاستيكية في الصحة.
تُعدّ الأوعية والعبوات والأواني البلاستيكية من أساسيات الكثير من المطابخ، ولكن هل يُمكن أن تُؤثّر في الصحة؟
المواد البلاستيكية، التي غالبًا يُعتقد أنها مكوّنة من مادة واحدة فقط، تُصنّع من بوليمرات مختلفة، لكلٍ منها تركيبها الكيميائي الفريد. تحتوي المواد البلاستيكية على مضافات كيميائية مختلفة مثل الملونات «الصبغيات»، والمُلدنات، ومثبطات الحريق. ومع تفاعل هذه المواد البلاستيكية مع الميكروبات والمواد الكيميائية في البيئة «سواء أكانت في الهواء أم في الماء أم في التربة أم في الغذاء، بما فيها الفواكه والخضروات ومراعي المواشي»، يزداد خطرها على صحة الإنسان تعقيدًا.
باحثو جامعة روتشستر يتصدرون الجهود المبذولة لمعرفة الدور المعقد للمواد البلاستيكية في صحة الإنسان. ومن بينهم كاترينا كورفماخر Katrina Korfmacher, المديرة المشاركة لمركز بحيرة أونتاريو للبلاستيك الميكروي [1] «LOMP» وأستاذة الطب البيئي، وهو مشروع تعاوني بين الجامعة ومعهد روتشستر للتكنولوجيا «RIT»، وجين فان ديس Jane van Dis, الأستاذة المساعدة في طب التوليد وأمراض النساء في المركز الطبي.
من أكثر الأماكن شيوعًا التي يتعرض فيها الناس للمواد البلاستيكية هي المطابخ:
قد تحتوي الملاعق البلاستيكية السوداء وغيرها من أدوات المطبخ البلاستيكية على مواد كيميائية ضارة مصدرها مواد معاد تدويرها من نفايات إلكترونية.
الألواح البلاستيكية المستخدمة لتقطيع اللحم والخضروات والفواكه في المطابخ يتساقط منها أثناء التقطيع أجزاء متناهية في الصغر بأشكال وأحجام مختلفة تختلط بالغذاء وتنتهي بالتالي في جسم الإنسان بعد أكله لهذا الطعام الملوث بها.
عند تسخين الأوعية البلاستيكية في الميكروويف يمكن أن تنفصل منها مواد كيميائية وتنتقل إلى الأغذية و/ أو المشروبات.
المشكلة مع المواد البلاستيكية هي أنها تتحلل بمرور الزمن إلى جزيئات مجهرية وتنتقل بسهولة عبر السلسلة الغذائية وتبقى في البيئة. تُعرف جزيئات البلاستيك التي يقل حجمها عن خمسة مم بالبلاستيك الدقيق أو البلاستيك الميكروي الميكروبلاستيك [2] . «مصدر الصورة: جامعة روتشستر / ج. آدم فينستر»
يُستخدم البلاستيك الأسود [3] بشكل شائع في أدوات المطبخ، وحاويات الوجبات الغذائية الجاهزة، وصواني الطعام، وألعاب الأطفال. الكثير من هذه المنتجات مصنوعة من نفايات إلكترونية معاد تدويرها، والتي قد تحتوي على مواد كيميائية ضارة مثل مثبطات الحريق المكونة أساسًا من مادة كيميائية يدخل فيها مركبات البروم العضوية [4] والفلزات الثقيلة [5] . وقد اقترنت هذه المواد الكيميائية بمجموعة متنوعة من المشكلات الصحية، بما فيها التالية:
• السرطان
• اضطراب الغدد الصماء
• السمية العصبية [6]
• العقم [7]
أثبتت دراسة حديثة وجود مثبطات الحريق في 85% من 203 منتجات استهلاكية خضعت للفحص والتحليل، بما فيها المواد الكيميائية المحظورة، مما يشي بأنها مصنوعة من نفايات إلكترونية قديمة.
الأطفال أكثر عرضة للمواد الكيميائية المنتشرة في البيئة لأن أبدانهم وأدمغتهم لا تزال في طور التطور والنمو.
تقول فان ديس: ”اكتشفت مثبطات الحريق في عينات حليب الأمهات في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كما يمكن أن يتعرض الأطفال لها بواسطة الطعام وغبار المنازل الملوثة بهذه المواد.“
تحتوي بعض الألعاب البلاستيكية على مثبطات الحريق، والتي قد تتسرب حين يلوكها الأطفال إلى داخل أجسامهم، مما يُعرّض الأطفال لمواد كيميائية قد تؤثر في تطور ونمو الدماغ والجهاز التناسلي.
تقول كورفماخر: ”الجسيمات البلاستيكية الدقيقة «الميكروبلاستيك» هي أي جسيمات بلاستيكية يقل حجمها عن 5 ملم، أي بحجم رأس ممحاة قلم رصاص صغيرة تقريبًا“. بمرور الزمن، تتحلل الجسيمات البلاستيكية الكبيرة - المعروفة باسم الماكروبلاستيك، والتي تتميز بحجم أكبر من 5 ملم - إلى جزيئات ميكروية تنتقل بسهولة عبر السلسلة الغذائية [8] وتبقى في البيئة. المصادر الشائعة للتلوث بمواد البلاستيك تشمل أغلفة الطعام، والزجاجات البلاستيكية، وأغطية الزجاجات البلاستيكية، والأكياس البلاستيكية، ومزارات المشروبات البلاستيكية، وأعقاب السجائر، وجزيئات تآكل الإطارات، والملابس الصناعية.
تدخل النفايات البلاستيكية إلى البيئة عبر مياه الأمطار والثلوج الذائبة التي تتدفق من شوارع وأسطح المنازل ومواقف السيارات في المناطق الحضرية. يمكن أن تأخذ هذه المياه السطحية الجارية ملوثات، مثل القمامة والمواد الكيميائية والرواسب، وتحملها معها في النهاية إلى المسطحات المائية كالأنهار والبحيرات، وكذلك مياه الصرف الزراعي، ومياه الصرف الصحي. وتضيف كورفماخر أن حبيبات البلاستيك الصغيرة، أو الكريات البلاستيكية المستخدمة غالبًا في صناعة المنتجات البلاستيكية، يمكن أن تتسرب مباشرةً أثناء عملية التصنيع. وقد وُجد الميكروبلاستيك في الهواء الذي نتنفسه، وبهذا يمكن أن يستقر في الرئتين أو يدخل مجاري الدم. باختصار، ينتشر المايكروبلاستيك في كل مكان، ويصعب اكتشافه والحد من آثاره في كثير من الأحيان، وقد وجدت دراسات الميكروبلاستيك في دم الإنسان، وقلبه، وكبده، وأنسجة رئتيه، ومشيمته، وفي حليب الأمهات. ومع ذلك، لا يُعرف الكثير عن تأثيرها الطويل الأمد في صحة الإنسان.