الشيخ عمير يرسم خارطة تعافٍ من الاحتراق النفسي.. تبدأ بالاعتراف

حذّر الشيخ محمد عمير من أن ظاهرة ”الاحتراق النفسي“ باتت تشكل أحد أخطر التحديات المعاصرة التي تواجه جيل الشباب، واصفاً إياها بحالة استنزاف شامل للطاقة الجسدية والعاطفية والعقلية قد تشل مسيرتهم الشخصية والمهنية.
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها مساء أمس في مسجد الرسالة بمحافظة القطيف، ضمن فعاليات إحياء ليلة التاسع من شهر محرم الحرام.
وأشار إلى أنها تمثل تهديداً متزايداً لمسيرتهم الشخصية والمهنية، في ظل ضغوط الحياة المعاصرة المتسارعة.
وأوضح الشيخ عمير أن هذه الظاهرة المتنامية تتجاوز مجرد الشعور بالإرهاق العابر، لتصل إلى مرحلة يفقد فيها الشاب قدرته تماماً على المبادرة والعطاء، نتيجة تعرضه لضغوط مزمنة ومستمرة.
وأرجع أسباب تفاقم هذه الحالة إلى تفاعل ثلاثة محاور ضاغطة رئيسية في حياة الشاب، مؤكداً أن السعي المحموم للتفوق الأكاديمي والوظيفي يمثل المصدر الأول للإجهاد.
وأضاف أن الضغوط الاجتماعية، بما في ذلك تعقيدات العلاقات والشعور المتزايد بالعزلة في العصر الرقمي، تلعب دوراً حاسماً في تعميق المشكلة.
ونبه إلى أن الضغوط الشخصية التي يفرضها الفرد على نفسه، مدفوعاً بالرغبة في بلوغ الكمال أو الشعور بالإحباط عند عدم تحقيق الأهداف، تعد عاملاً جوهرياً في استنزاف طاقته الداخلية وتفاقم حالته النفسية.
وشدد على ضرورة الانتباه للعلامات التحذيرية المبكرة، معتبراً أن الوعي بها يمثل خط الدفاع الأول لتجنب الوصول إلى مراحل متقدمة.
وشرح أن الأعراض غالباً ما تبدأ بإحساس بالتعب المستمر الذي لا يزول بالراحة، ليتطور لاحقاً إلى فقدان للشغف واللامبالاة تجاه الأنشطة التي كانت ممتعة، وقد يصاحب ذلك انفعالات حادة وتقلبات مزاجية، إلى جانب اضطرابات في النوم وتراجع ملحوظ في التركيز والإنتاجية.
وقدم الشيخ عمير خارطة طريق عملية للتعافي، مؤكداً أن اعتراف الشاب بوجود المشكلة هو حجر الزاوية وأولى خطوات العلاج.
وحث على أهمية طلب الدعم النفسي، سواء من الأصدقاء الموثوقين أو اللجوء إلى المتخصصين، مع ضرورة إجراء تغييرات إيجابية في نمط الحياة اليومي، تشمل ممارسة الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم.
وأشار إلى أن أخذ فترات راحة ليس رفاهية بل ضرورة قصوى للحفاظ على السلامة النفسية.