آخر تحديث: 6 / 7 / 2025م - 11:28 ص

أذية المؤمن وتبعاتها

جمال حسن المطوع

في محاضرة قيمة لسماحة السيد مجاهد الخباز حفظه الله، سلّط الضوء على نقطة حساسة وذات بُعد أخلاقي وسلوكي على تماسٍ بواقعنا الاجتماعي، حيث تطرّق إلى نقاط عدة في كيفية تجنب إيذاء المؤمن في مواضع كثيرة وحساسة قولًا وفعلًا، وما ينتج عنها من تداعيات على الترابط والتراحم الأخوي والمعنوي.

طرح سماحته عددًا من النقاط المهمة والجوهرية في كيفية تجنبها والبعد عنها، ضاربًا لذلك عدة أمثلة نذكر منها - على سبيل المثال لا الحصر - المزاح الثقيل وما يسببه من احتكاك يُولّد الأذى للطرف الآخر، أو النعت السيئ، أو الكلام الجارح، أو نشر فضيحة دون التحقق منها، أو هتك العرض على رؤوس الأشهاد، أو خلق شجار على أمور تافهة، أو سلب الأموال دون رضا صاحبها، أو التلاعب بحقوق الآخرين وإنكارها، وغير ذلك مما يُولّد الأذى للمؤمن ليعيش حالةً من البلبلة تؤثر على حياته الاجتماعية والنفسية، وتترك أثرًا على معنوياته في تعامله مع المحيطين به. وهذا ما حرّمه الشرع الحنيف، وشدّد عليه في أحاديث كثيرة شرحت ووضّحت حرمة المؤمن، والحد الأدنى هو عدم أذيته، وهذا ما أكدت عليه الأحاديث الواردة عن النبي ﷺ وأهل بيته .

فعن الرسول الأكرم ﷺ أنه قال: ”من آذى مؤمنًا فقد آذاني“.

وعن الإمام الصادق : ”قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن“.

هذا فضلًا عن تأثير إيذائه على سعادة الإنسان، فعن الإمام زين العابدين : ”كفّ الأذى من كمال العقل، وفيه راحة للبدن عاجلًا وآجلًا“.

هذه مفاهيم جوهرية قد لامست الواقع، ووضعت حدودًا لا مجال للأخذ والرد فيها، وليست قابلة للنقاش، بل يتحتم على كل منا التقيّد بها وأخذها بعين الاعتبار حتى نتجنب كل السلبيات، والترفع كليًّا وبتاتًا عن أذية المؤمن في كل ما ذُكر، بل تشمل كل تبعاتها، وهو عين الحقيقة لا يغفلها أي عاقل.

والله الموفّق.