فقد الأحبة وموت الشباب المفاجئ
فقد الأحبة ورحيل الشباب المفاجئ من أصعب ما يمرّ به الإنسان، فهو لا يأتي بعد مرضٍ طويل أو وداعٍ متوقّع، بل يُداهم القلوب بلا إنذار، ويترك أثرًا بالغًا في النفس والمجتمع.
الشباب هم زهرة العمر، عنوان الأمل والحيوية، ومنارة المستقبل، وحين يُخطف أحدهم فجأة، تشعر وكأن الزمن توقف، وكأن الحياة فقدت شيئًا من نورها.
فقد الشاب المفاجئ لا يُصدَّق بسهولة، يبقى الأحبة بين صدمة الخبر وإنكار الحقيقة. الأهل يتجرعون ألمًا لا يُوصف، والأصدقاء يعيشون حالة من الذهول، والسؤال الأكثر تكرارًا هو: ”لماذا؟ وكيف؟“ ورأيته البارحة، وكان معنا بالأمس.
رغم الألم، نؤمن بأن لكل أجلٍ كتابًا، وأن الله يختار الأحبة إليه في الوقت الذي يعلم أنه الأفضل لهم. وقد يكون في موت الشاب رفعة له ورحمة، حتى لو لم ندرك الحكمة.
وعلينا أن نأخذ دروسًا وبعض العِبَر من الموت.
• يذكّرنا بأن الموت لا يعرف عمرًا.
• يدعونا لأن نُحسن علاقتنا بالله وبالناس.
• يجعلنا نُراجع أنفسنا ونُصفّيها من السلبيات التي بنا قبل فوات الأوان.
وفقدنا لنا أحبة الشهر الماضي، وهذا الشهر، شهر محرّم الحرام لعام 1447 هجري.
وهم:
مكي علي الحليلي، سلمان عبدالله العبد رب الرسول، عبد الكريم أحمد المطاوعة، ناصر أحمد آل سلطان، محمد علي العوازم، سعيد حسن الصفار، صالح عبدالرؤوف آل غزوي.
رحمهم الله جميعًا.
ويوم الثلاثاء الموافق 2025/7/1 م فقدنا الشاب حسين عبدالله علي الحصار
والحاج عبدالغني علي ناصر الخاطر «أبو رضا»
الذي رحل بجسده، لكنه سوف يبقى حاضرًا في ذاكرة ومحبة من عرفوه وعايشوه.
عُرف المرحوم أبو رضا بسيرته الطيبة، وابتسامته الهادئة التي لا تفارق محياه، وتعامله الراقي مع الجميع. كان مثالًا للأخلاق العالية، والصفات الكريمة، والتواضع، والوقار. لم يكن مجرد فردٍ في المجتمع، بل كان قريبًا من الناس، محبًا للخير، مشاركًا في المناسبات الاجتماعية، نجده متواصلًا مع الآخرين.
كان أبا رضا يحظى باحترام واسع بين أبناء القديح، نظرًا لدماثة خلقه، وحسن تعامله، وروحه الخدومة. لم يتوانَ يومًا عن مساعدة محتاج، أو مواساة مكروب، أو الوقوف مع من يطلبه في أمر، فخلّف في الناس محبة صادقة ومكانة راسخة.
رحيل الأحبة وموت الشباب المفاجئ موجع، لكنه ليس نهاية العالم، ولا لنا إلا التسليم بقضاء الله وقدره.
وتبقى سيرتهم الطيبة، وأعمالهم الجميلة، ودعاؤنا الصادق لهم، هو ما يُنير قبورهم.
اللهم ارحم شبابنا الذين رحلوا، واربط على قلوب ذويهم بالصبر والسلوان، واجعلهم في جنات النعيم.