السعوديات يغيرن قواعد اللعبة
في عالم الدبلوماسية، تقف المرأة كلوحة فنية، تُجيد المزج بين رقة الأناقة وهدوء الروح، لكنها في الوقت ذاته تملك حضورًا لا يُمكن تجاهله، وثقافةً تُضيء مسارات الحوار. ليست هي تناقضًا بين الحزم واللين، بل تناغم أخّاذ يصنع من هدوئها عاصفة فكرية، ومن ابتسامتها رسالة سلام. إنها تبرهن أن القوة لا تُقاس بحدة الصوت، بل بتماسك الموقف وأناقة التأثير.
ومن الرياض، عاصمة الكون كما يحلو لي أن أسميها، إلى واشنطن، هلسنكي، بروكسل، مدريد، وأوتاوا، تكتب ست سفيرات سعوديات فصلاً جديدًا في مشهد السياسة الخارجية، بمداد من الحضور الرفيع والبصيرة المتقدة.
الأميرة ريما بنت بندر، في واشنطن، لا تمثل الدولة فحسب، بل تجسّد ملامح ثقافة سعودية واثقة، متصالحة مع العالم.
وهنا الأميرة هيفاء آل مقرن، في إسبانيا وإمارة اندروا تبني بمنهجية الواثقة جسور تفاهم عابرة للغة والحدود.
في كندا، تبرز السفيرة آمال المعلمي كصوت دبلوماسي ناعم لكنه نافذ، يحمل رؤية بلادها بلباقة وعمق.
في السويد، السفيرة إيناس الشهوان تنسج حضورها بخيوط من الحكمة والثقافة الهادئة.
وتخوض السفيرة هيفاء الجديع في أروقة الاتحاد الأوروبي معتركة السياسات الكبرى برشاقة فكرية.
بينما تؤكد السفيرة نسرين الشبل، سفيرة السعودية لدى جمهورية فنلندا وجمهورية استونيا وجمهورية لاتفيا، أن الأناقة يمكن أن تكون دبلوماسية بحد ذاتها.
هل هذا كل شيء؟
بالطبع لا هؤلاء النسوة لا يكتفين بتمثيل الدولة، بل يقدمن وجهًا حيًّا لرؤية 2030 التي صاغ ملامحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويقود تنفيذها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، رؤية لا تَعِدُ بالتمكين فقط، بل ترسم مستقبلًا منفتحًا، واعيًا، وفاعلًا في العالم.
إنهن لا يُجمّلن الصورة، بل يُعدن تشكيلها بلغة جديدة. هنّ صوت القوة الناعمة.. بلهجة سعودية تنبض بثقة القيادة، وتفيض بهدوء التأثير.
أخيرًا أن تكوني أنيقة لا يعني أن تكوني سطحية.
أن تكوني هادئة لا يعني أن تكوني ضعيفة.
أن تكوني امرأة.. لا يعني أن تنتظري الإذن لتصنعي التاريخ.