آخر تحديث: 28 / 6 / 2025م - 4:13 ص

الشيخ الصفار: الهجرة النبوية تأسيس لكيان الإسلام والنهضة الحسينية تصحيح لمسيرة الأمة

جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار: إن الهجرة النبوية الشريفة، كانت المنعطف لتأسيس الكيان الاجتماعي الإسلامي، وانطلاق وجود الأمة الحضاري، لذلك استحق هذا الحدث الكبير أن يكون بداية للتاريخ الإسلامي.

وتابع: في مطلع كل عام هجري جديد، تطل على الأمة ذكرى شهادة أبي عبدالله الحسين بن علي ، وكأنها البوابة التي تدخل منها الأمة عامها الجديد، فالهجرة النبوية تأسيس لكيان الإسلام والنهضة الحسينية تصحيح لمسيرة الأمة.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: العام الهجري والبوابة الحسينية.

وأوضح الشيخ الصفار: أن من معالم حضارة أية أمة من الأمم، أن يكون لها تقويم زمني، تؤرّخ به الأحداث، وتوثّق من خلاله المعاملات المتبادلة، وإنجازات الأعمال والالتزامات.

وتابع: عادة ما تكون الأحداث البارزة عنوانًا للتاريخ في المجتمعات الإنسانية، لحضورها في الذاكرة الجمعية.

وأضاف: لم يكن للعرب قبل الإسلام تقويم محدد يعتمدونه لتأريخ أحداثهم ومعاملاتهم، بل كانت هناك وقائع وأحداث متعددة، يؤرخون بها.

وقال: فلما جاء الإسلام، وأصبح للمسلمين كيان ديني سياسي، ومجتمع حضاري، كان لا بد أن يُعتمد للأمة تقويم زمني يؤرخ به.

وتابع: إن اختيار شهر محرم ليكون أول العام الهجري، وحدوث واقعة كربلاء الأليمة في اليوم العاشر من شهر محرم، سنة إحدى وستين للهجرة، وتوجيه أئمة أهل البيت شيعتهم لإحياء هذه الذكرى العظيمة، جعل هذه الذكرى بمثابة البوابة للعام الهجري.

وأضاف: إن ذكرى عاشوراء تعني أن يستحضر المؤمنون في مطلع عامهم الجديد، معاني وأهداف نهضة الإمام الحسين ، وهي الالتزام بالمبادئ والقيم، وتحمّل المسؤولية تجاه الدين والأمة.

ومضى يقول: إننا عندما نستذكر قضية الإمام الحسين فعلينا أن نستحضر روح المسؤولية والالتزام في حياتنا وسلوكنا.

وحثّ كل مسلم وهو يدخل سنة جديدة من عمره، أن يجدد العهد مع الله تعالى بالالتزام بمبادئ الدين وقيمه، وأن يتحمّل المسؤولية تجاه واقع أمته ومجتمعه، فلا يكون منشغلًا بمصالحه المادية، وهمومه الشخصية فقط. وهذا ما يجب أن يكون مسارًا ونهجًا لكل الأمة.

وأبان أن القرآن الكريم يقرر أن أهم ميزة يفترض أن تتميز بها الأمة الإسلامية، لتكون في موقع الريادة على جميع الأمم، هي تحمّل مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ

وأضاف: إن ذكرى عاشوراء فرصة للعودة إلى سيرة أهل البيت ، واستذكار فضلهم ومكانتهم، والتزود من هديهم وتوجيهاتهم، والتفاعل مع معاناتهم التي تحمّلوها من قبل الظالمين المناوئين لهم.

ولفت إلى أن عاشوراء تمثل المشهد الأكثر ظلامة لأهل البيت ، فكيف تجرأ أولئك الظلمة على ذرية رسول الله ﷺ، وأوقعوا بهم تلك المصائب الفاجعة والآلام الفادحة؟

وتابع: لم يمض على وفاة رسول الله ﷺ سوى خمسة عقود من الزمن، وإذا بهم يفعلون ما فعلوا بسبطه الحبيب له والعزيز على قلبه، والذي قال في حقه: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا».

وفي موضوع متصل قال الشيخ الصفار: إن المشهور عند المسلمين أن هذا التاريخ الهجري اعتمد وتقرر في السنة السادسة عشرة أو السابعة عشرة، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث استشار الصحابة في اعتماد تاريخ محدد، فأشار علي بن أبي طالب، أن تكون الهجرة النبوية هي مبدأ التاريخ للمسلمين، فأخذ عمر برأيه.

وأشار إلى أن بعض العلماء من الباحثين يرون أن التأريخ بالهجرة النبوية كان من عهد رسول الله ﷺ، وقد أرخ به النبي نفسه أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة، وكذلك كان الصحابة يؤرخون به، كما تشير عدد من الوثائق والنصوص.

وبيّن أن ما حصل في عهد الخليفة عمر قد يكون اختيار المحرم ليكون بداية السنة الهجرية بدلًا من شهر ربيع الأول، لأنه منصرف الناس من حجهم، ولأنه مبدأ السنة عند العرب في الجاهلية.