آخر تحديث: 28 / 6 / 2025م - 4:19 ص

الشيخ عمير: الإصلاح الحقيقي يبدأ من القلب.. وخارطة عملية للتغيير الروحي

جهات الإخبارية

اعتبر الشيخ الدكتور محمد عمير أن أي محاولة جادة أو مشروع يهدف إلى إصلاح المجتمع يظل غير مكتمل وقاصرًا، ما لم يُبنَ على أساس إصلاح النفس الإنسانية أولًا.

وأكد أن التغيير الحقيقي والمستدام لا يبدأ من الخارج، بل ينبع من داخل الإنسان نفسه لمعالجة أمراض القلب والباطن.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بعنوان ”الإصلاح الروحي“ في الليلة الأولى من شهر محرم الحرام، قدّم خلالها خارطة شاملة ومنهجًا عمليًا يستند إلى مبادئ دينية ونفسية، بهدف تمكين كل فرد من بدء رحلة تغيير داخلية صادقة.

وأوضح الشيخ أن الإصلاح الحقيقي يتمركز حول الله، وأن الخطوة الأولى نحو أي تغيير جاد تبدأ من محاسبة الذات والسيطرة على الأهواء، بوصفها السبيل الأوحد لبلوغ السعادة الروحية العميقة.

وبيّن الشيخ عمير أن القلب هو مركز القيادة في كيان الإنسان، وأن جميع السلوكيات الظاهرة، سواء كانت إيجابية أم سلبية، ما هي إلا انعكاس مباشر لحال هذا القلب.

واستشهد بالحديث النبوي الشريف الذي يجعل من القلب محور صلاح الجسد كله أو فساده، لافتًا إلى أن تفشي مظاهر سلبية كالكذب والغش والخيانة، ليست إلا تجليات لانحراف داخلي يستدعي علاجًا روحيًا جذريًا.

وفي إطار تقديمه لخطة عمل واضحة، أشار إلى أن التحكم في الرغبات، والتدريب على الصبر، وتنمية الوعي الذاتي، والتفكير في العواقب، تعد ركائز أساسية لإعادة برمجة السلوك الإنساني وفق القيم الإلهية.

وربط بين العبادة الصادقة وتحمل المسؤولية، داعيًا إلى ضرورة التمرن على قول ”لا“ في مواجهة مغريات الدنيا ومظاهرها الزائلة التي تلهي عن الغاية الأسمى للوجود.

وطرح الشيخ عمير منهجًا رباعي الأبعاد لتحقيق هذا الإصلاح، تبدأ أولى خطواته بمحاسبة النفس، التي وصفها بنقطة الانطلاق لكشف مواطن الضعف وإيقاظ الضمير. وتليها مرحلة الاعتراف بالتقصير والتوبة الصادقة، كعلامة على نضج الوعي وصدق النية في التغيير، ثم الدعاء والاستغفار لتقوية العزم واستمداد العون الإلهي.

وأكد أن هذا السلوك كان دأب الأنبياء والصالحين. وشدد على أن هذه المراحل الروحية يجب أن تتوج بعمل دؤوب لتغيير السلوكيات السلبية وإحلال الأخلاق الحميدة محلها.

وفي سياق متصل، فرق الشيخ بين السعادة الروحية النابعة من القرب الإلهي وبين اللذات الجسدية الوقتية، موضحًا أن بلوغ المراتب العليا من السكينة يتطلب إرادة صادقة وفهمًا عميقًا لفلسفة الحياة.

واستشهد في هذا الصدد بقول للإمام السجاد يرى فيه أن السعادة الحقيقية تكمن في أن يُؤخذ بيد الإنسان إلى منازل الرحمة، وأن الشقاء هو أن يُترك غافلًا عنها.

وأكد على أن الهدف الأسمى من هذا المشروع الإصلاحي لا يقتصر على تهذيب النفس وتحقيق السكينة فحسب، بل يتجاوزه إلى تحقيق رضا الله والفوز بالقرب منه، وهو ما وصفه بقمة النجاح الروحي في الدنيا والآخرة.

/WwHs6kFFXHE?si=DLBswA1xuSS75A30