آخر تحديث: 28 / 6 / 2025م - 4:13 ص

لماذا يُفتح هذا الحزن كل عام؟

نجمة آل درويش‎ *

لماذا يُفتح هذا الحزن كل عام لنستذكره…؟
هل لنذهب إلى المجالس فقط من أجل البكاء؟
نعم، البكاء نفسه من ضروريات الحياة.
لكن، هل نذهب إلى هذه المجالس لنرتاح من حزننا؟
أم لنطرح سؤالًا أعمق:
لماذا نبكي أصلًا؟

هناك أسئلة كثيرة كانت تراودنا ولم نجرؤ على الإفصاح عنها.
لماذا قيل لنا دائمًا: لا تسأل؟
لماذا لم يُقَل لنا إن الحسين ليس فقط رمزًا للحزن؟
لم يُقتل من أجل الماء، بل من أجل شيء أعظم…
من أجل المبدأ، والعدل، والكرامة.

نصمت أمام طفلة تتأفف وتقول:
"لا أحب محرم، كله حزن."
فنطلب منها أن تستغفر،
لكن لا نجلس معها،
لا نخبرها:
من هو الحسين؟
ولا لماذا نحزن عليه،
ولا كيف يتحوّل هذا الحزن إلى ضوء،
والمأتم إلى مدرسة.

الحسين استُشهد وهو عطشان،
ليُعلّمنا أن العلم — كما يُقال — هو المراد.
أن العلم هو ماء الحياة.
وأن حياتنا، وقيامنا، ووعينا، لا يكون إلا بذلك الماء.

فتُفتح هذه المدرسة كل عام،
لنأتي إليها باكين،
لكن لا لنغرق في الحزن،
بل لنتزود،
لنطلب التغيير.

وفي طريق هذا الحزن،
يهمس القلب بنداء داخلي، خجول، مليء بالخوف:

هل يقبل الحسين أن أدخل؟
بيوتًا طاهرات،
مساجدَ ذكرٍ وصلوات،
تحمل وجع النبي،
وما أعظمه من بلاء.

هل يأذنون لي؟
وأنا التي ما جئتُ بخفّ،
بل جئتُ بذنوب
أثقل من العمر.

بعيونٍ خوفًا تدمع،
(وهنا، القلب ممسكٌ بالقلب.)

ـــ البيت الأخير للشاعر عبدالمنعم الحليلي

الحسين لم يُغلق الباب يومًا،
والمجالس لم تُبنَ لتكون مواسم بكاء فقط،
بل مواسم رجوع،
من فيها يسأل، ويخاف، ويتطهّر، ويبدأ.