عالم وكتاب.. الخصائص الحسينية لشيخ جعفر التستري
كتاب الخصائص الحسينية من الكتب التي تحظى بمكانة خاصة عند خطباء المنبر الحسيني لعدة أسباب، وأولها شخصية المؤلف؛ فهو يُعد من طبقة الفقهاء ومراجع التقليد، حتى إن له رسالةً عمليةً بعنوان منهج الرشاد. وهو من طلاب الشيخ الأنصاري، وصاحب الجواهر الشيخ محمد حسن، وشريف العلماء المازندراني. ويُعد من علماء القرن الثالث عشر، حيث وُلد في عام 1230 هـ، وانتقل إلى جوار ربه في سنة 1303 هـ. قال الشيخ حبيب الله الكاشاني «قدس سره» في لباب الألقاب: ”فهو ممن عاصرناه، وكان عالماً فاضلاً مقدّساً زاهداً تقياً واعظاً“.
الثاني: إن الكتاب حاول أن يستوعب كل خصائص الإمام الحسين منذ أن كان نوراً حول عرش رب الأرباب، مروراً بفاجعة الطف الأليمة، وإلى ما بعد شهادة الإمام الحسين
.
يبدأ الكتاب بسيرة مقتضبة عن حياة المؤلف، ثم بمقدمة هي عبارة عن تنبيه أخلاقي، يُبدي فيه حسرةً على ضياع العمر، ومباغتة الشيب، ومغالبة الليالي والأيام. وهي موعظة دينية تدعونا لاغتنام أعمارنا، قال تعالى: ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: آية 18].
وقد نقل ابن أبي جمهور الأحسائي في كتابه عوالي اللئالي «ج 4، ص 73»: ”الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا“.
ويرى المؤلف أن أسرع الطرق وأسهلها للنجاة هو الالتحاق بسفينة الحسين ، لذا كان كتاب الخصائص الحسينية… يقول في ص 19: ”أرجو فضل ربي أن يجعله في ظلمات القبر ضياءً ونوراً“.
الكتاب يتألف من 372 صفحة، ويتضمن اثني عشر عنواناً، مذيَّلةً بمقاصدَ تحت كل عنوان، منها: خصائص ولادته، وخصائص شهادته، وزيارته، وعبادته، ومكانته في الجنة، وخصائصه مع الأنبياء والملائكة، وغيرها.
فيقول مثلاً في صفحة 18: إن مجلس عزائه هو مشهد الملائكة، ومحل تُرفع فيه الصلوات على أهله، ومحل دعاء النبي ﷺ وأهل بيته .
ويبدأ المؤلف الكتاب بالحديث عن المخلوق الأول والعقل الأول، واختلاف الحكماء في ذلك، ثم يُحدثنا عن تميز نوره وشهادته، فيقول في صفحة 32: ”لم يتفق لأحدٍ منهم - أي الأنبياء - القتل على التراب، فيا لها من مصيبة“، ويضيف أن أحداً لم يُحمل رأسه كما حُمل رأس الحسين ، فقد حُمل على الأيدي، وعلق على الرماح والأبواب، وطافوا به في العديد من البلاد.