إياكم والبطنة
روي عن النبي ﷺ أنه قال: إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للبدن ومورثة للسقم ومكسلة عن العبادة.
”مستدرك وسائل الشيعة: ج 16 ص 210 بـ 1 ح 19621.“
ما معنى البطنة وما الفرق بينها وبين الشبع؟
البَطَنَة في اللغة تعني: الامتلاء من الطعام حتى الشبع الزائد.
هي حالة الإفراط في الأكل، بحيث يملأ الإنسان بطنه بما يزيد عن حاجته، فيشعر بالثقل والخمول، وتترتب عليها آثار سلبية على الجسم والنفس والروح.
الشبع: هو أن يأكل الإنسان حتى تَسكنَ نفسه وتكفي حاجته، دون إسراف.
البطنة: هي أن يتجاوز ذلك الحدّ، فيأكل حتى التُخمة، ويثقل جسده.
أهم التوجيهات الصحية المستفادة من الحديث:
1. التحذير من الإفراط في الأكل «البطنة»:
تناول الطعام بكميات مفرطة يؤدي إلى ضرر جسدي ونفسي، لذا ينبغي الاعتدال وعدم الوصول إلى حد الشبع المفرط.
2. البطنة تُفسد البدن:
كثرة الأكل تضعف أعضاء الجسم وتؤثر على كفاءتها، خصوصًا الجهاز الهضمي، والقلب، والكبد، وتُسهم في زيادة الوزن ومشاكل التمثيل الغذائي.
3. البطنة تُورث الأمراض «السقم»:
من آثار الإفراط في الأكل: السمنة، داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، وعسر الهضم. فالحديث يشير إلى الصلة بين أسلوب التغذية ومخاطر الأمراض المزمنة.
4. البطنة تُضعف الهمة وتُكسل عن العبادة:
التخمة تثقل الجسم، وتقلل من التركيز والخشوع، وتؤدي إلى الكسل والخمول، ما يؤثر سلبًا على النشاط البدني والروحي معًا.
إن الإفراط في الطعام لا يُثقل المعدة فحسب، بل يُطفئ شعلة العبادة، ويُربك توازن الجسد، ويُمهّد الطريق للأمراض المزمنة والخمول النفسي.
ولذلك، فإن الاعتدال في الأكل عبادة بحد ذاته، وسلوك حضاري يعكس وعي الإنسان برسالته.