دراسة: الحواس الخمس قد تتنبأ بالخرف قبل 20 عامًا من فقدان الذاكرة

- اضطراب الشم والتوازن قد يكون أول إنذار.. الخرف يبدأ بصمت عبر الحواس
كشفت دراسة دولية حديثة أن التغيرات الطفيفة في الحواس الخمس قد تكون بمثابة إشارات تحذيرية مبكرة لمرض الخرف، وتظهر قبل سنوات، وربما عقود، من ظهور الأعراض التقليدية المعروفة مثل فقدان الذاكرة.
ووفقًا للنتائج التي توصل إليها فريق بحثي من جامعات سوانسي وتشارلز وهيئة الصحة العامة في ويلز، ونشرتها صحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، فإن هذه الاكتشافات قد تحدث نقلة نوعية في طرق تشخيص المرض، التي ظلت لعقود طويلة تركز بشكل شبه حصري على اختبارات الذاكرة والإدراك.
ولاحظ الباحثون أن عددًا كبيرًا من المرضى أبلغوا عن مشكلات في الرؤية، أو فقدان تدريجي لحاسة الشم، أو اضطرابات في التوازن، وحتى تغيرات في حاستي التذوق واللمس، وذلك قبل سنوات طويلة من تشخيصهم بالخرف.
والأكثر إثارة للدهشة هو أن بعض هذه العلامات، مثل اضطرابات الإدراك المكاني التي تجعل الشخص يقف على مسافة غير مناسبة من الآخرين، قد تسبق الأعراض التقليدية بنحو 20 عامًا.
وتعليقًا على النتائج، أكد البروفيسور يان كريملاتشيك من جامعة تشارلز، أن دمج التقييمات الحسية مع الاختبارات المعرفية المعتادة يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة لتشخيص المرض في مراحله المبكرة جدًا، حيث تكون فرص التدخل العلاجي وتعديل نمط الحياة أكثر فعالية في إبطاء تقدمه.
من جهتها، أشارت الدكتورة إيما ريتشاردز إلى أن هذه التغيرات الحسية التي يبلغ عنها المرضى كثيرًا ما يتم إهمالها في التقييمات الطبية القياسية، مما يفوت فرصًا ثمينة للتدخل في الوقت المناسب.
وتفسر الدراسة هذه الظاهرة بأن التنكس العصبي وضمور أنسجة الدماغ في المراحل الأولى للمرض يؤدي إلى خلل في قدرة الدماغ على معالجة الإشارات الحسية.
وتدعم هذه النتائج دراسات سابقة كانت قد ربطت بين فقدان حاسة الشم وظهور المرض بعد نحو عقد من الزمان، بينما أظهرت أبحاث أخرى أن مشاكل الرؤية والتنسيق الحركي قد تكون أولى الأعراض لدى نحو ثلث المصابين بألزهايمر المبكر.