آخر تحديث: 14 / 6 / 2025م - 3:15 ص

بنسبة تصل إلى 62%... زيت الزيتون يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء

جهات الإخبارية

يواصل زيت الزيتون ترسيخ مكانته كعنصر غذائي فائق الأهمية، مدعومًا بأدلة علمية متزايدة تسلط الضوء على فوائده الصحية الواسعة، خاصةً مع تنامي الاهتمام العالمي بنمط النظام الغذائي المتوسطي الذي يُعد هذا الزيت حجر الزاوية فيه.

وتشير أحدث الأبحاث إلى أن الاستهلاك المنتظم لزيت الزيتون، لا سيما البكر الممتاز، يلعب دورًا محوريًا في تحصين الجسم ضد مجموعة من الأمراض المزمنة، بدءًا من أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرورًا بالسرطان، وصولًا إلى الحفاظ على الوظائف الإدراكية للدماغ وتنظيم مستويات السكر في الدم.

وتعزو الدراسات هذه الفوائد إلى التركيبة الكيميائية الفريدة لزيت الزيتون، الذي يتألف بنسبة قد تصل إلى 80% من حمض الأوليك، وهو حمض دهني أحادي غير مشبع يشتهر بقدرته على تقليل الالتهابات ومقاومة الإجهاد التأكسدي في الجسم.

وأوضحت أن زيت الزيتون البكر الممتاز غني بمركبات فينولية قوية تعمل كمضادات للأكسدة، مثل الأوليوروبين والهيدروكسي تيروسول، والتي أثبتت فعاليتها في تحسين المؤشرات الحيوية المرتبطة بصحة القلب وحماية الخلايا من التلف الذي قد يؤدي إلى أمراض خطيرة.

وفيما يتعلق بصحة القلب، كشفت دراسات سكانية واسعة النطاق، من ضمنها دراسة EPIC الأوروبية المرموقة، عن وجود ارتباط وثيق بين استهلاك زيت الزيتون بانتظام وانخفاض ملحوظ في مستويات ضغط الدم والكوليسترول الضار «LDL»، مقابل ارتفاع في مستويات الكوليسترول الجيد «HDL».

وأكدت النتائج أن هذا التأثير الوقائي يساهم في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وذلك بفضل قدرة المركبات المضادة للالتهاب على تعزيز وظيفة البطانة الوعائية وحماية الشرايين من التصلب.

ولم تقتصر الفوائد على القلب، بل امتدت لتشمل صحة الدماغ، حيث أظهرت الأبحاث أن زيت الزيتون يساهم في إعاقة تراكم بروتينات ”بيتا أميلويد“ و”تاو“ التي ترتبط بشكل مباشر بتطور مرض الزهايمر.

وأشارت إلى أن مكوناته تعزز من إنتاج بروتينات واقية للأعصاب مثل BMI1، مما يشير إلى دوره الفعال في الوقاية من التدهور المعرفي لدى كبار السن والحفاظ على سلامة الوظائف العقلية على المدى الطويل.

وفي سياق مكافحة السرطان، خلص تحليل تلوي ضخم شمل 45 دراسة مختلفة إلى أن الأفراد الذين يداومون على استهلاك زيت الزيتون تنخفض لديهم احتمالية الإصابة بالسرطان بشكل عام بنسبة تصل إلى 31%.

ودعمت هذا الاستنتاج دراسة سريرية أُجريت في إسبانيا، والتي وجدت أن النساء اللواتي اتبعن نظامًا غذائيًا متوسطيًا غنيًا بزيت الزيتون البكر الممتاز كن أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة مذهلة بلغت 62%، مما يقدم دليلًا قويًا على خصائصه الوقائية.

على صعيد آخر، توصلت دراسة ”PREDIABOLE“ إلى نتائج مبشرة لمرضى السكري ومقدماته، حيث أفادت بأن تناول زيت الزيتون المدعم بحمض الأولينوليك يقلل من احتمالية تطور داء السكري من النوع الثاني بنسبة 55%.

وأكدت مراجعات علمية أخرى أن زيت الزيتون يساهم بفعالية في خفض مستويات سكر الدم الصيامي وتحسين حساسية الجسم للإنسولين، مما يدعم التوازن الأيضي العام.

ورغم هذه الحقائق العلمية، لا تزال بعض المفاهيم الخاطئة تحيط بزيت الزيتون، وأبرزها الاعتقاد الشائع بعدم ملاءمته للطهي على درجات حرارة عالية.

إلا أن الخبراء يؤكدون أن زيت الزيتون البكر الممتاز يمتلك درجة دخان مناسبة تتراوح بين 190 و 210 درجات مئوية، بالإضافة إلى ثبات تأكسدي عالٍ يجعله خيارًا آمنًا وصحيًا لمختلف أساليب الطهي، بل ويتفوق في ذلك على العديد من الزيوت النباتية الأخرى.

ومع ذلك، يظل الغش التجاري تحديًا كبيرًا يواجه المستهلكين، حيث يتم في بعض الأحيان خلط زيت الزيتون الأصلي بزيوت أخرى أقل جودة.

ولضمان الحصول على الفوائد الصحية الكاملة، يُنصح بشراء المنتجات المعتمدة من هيئات دولية موثوقة، مثل المجلس الدولي للزيتون «IOC»، الذي يضع معايير صارمة لضمان نقاء المنتج وجودته.

وعلى الرغم من توصيات منظمات عالمية كمنظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي بدمجه في الأنظمة الغذائية، يبقى توفير زيت الزيتون عالي الجودة بأسعار معقولة تحديًا يتطلب تدخلات سياسية واقتصادية لتعزيز انتشاره كبديل صحي للدهون المشبعة في مختلف المجتمعات.