آخر تحديث: 1 / 6 / 2025م - 12:53 ص

”نجمة الصباح“ تعانق هلال الفجر السبت في ظاهرة فلكية نادرة

جهات الإخبارية

يترقب عشاق الظواهر الفلكية في أنحاء الوطن العربي بشغف، فجر يوم السبت، حدثاً سماوياً استثنائياً، حيث سيلتقي هلال القمر المتناقص بكوكب الزهرة اللامع في مشهد بصري ساحر يمكن رؤيته بالعين المجردة قبيل طلوع الشمس.

وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس جمعية جدة الفلكية، أن هذا الاقتران السماوي البديع سيكون في أبهى صوره ما بين الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة فجراً والخامسة صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.

وأشار إلى أن رصد الظاهرة ممكن من أي موقع يتمتع بأفق شرقي مكشوف، ويكون خالياً من عوائق الرؤية كالتلوث الضوئي والأبنية الشاهقة.

ويُعرّف الاقتران فلكياً بأنه تقارب ظاهري لجرمين سماويين في قبة السماء عند النظر إليهما من الأرض، على الرغم من المسافات الشاسعة التي تفصل بينهما والتي قد تُقدر بملايين الكيلومترات.

وفي هذه الحالة، يجتمع القمر مع كوكب الزهرة، الذي يُعد ألمع كواكب المجموعة الشمسية بعد الشمس والقمر، ويرجع هذا السطوع إلى قدرة غلافه الجوي الكثيف على عكس كميات كبيرة من ضوء الشمس.

ووفقاً للمهندس أبو زاهرة، سيظهر كوكب الزهرة للراصدين كنقطة ضوء بيضاء شديدة اللمعان، إما أسفل قرص القمر أو بمحاذاته، وذلك تبعاً للموقع الجغرافي للراصد.

ورغم إمكانية متابعة هذا العناق السماوي بالعين المجردة، فإن استخدام المناظير أو التلسكوبات الفلكية سيوفر رؤية أكثر تفصيلاً لسطح الهلال، كما سيُظهر كوكب الزهرة على هيئة قرص مُضاء بشكل جزئي، ما يضفي على المشهد بُعداً جمالياً إضافياً.

وأكد أبو زاهرة أن مثل هذه الاقترانات الفلكية تمثل فرصة ثمينة للمصورين الفلكيين لالتقاط صور تجمع بين جمال الهلال الرقيق ولمعان الزهرة الساطع.

وأضاف أن الظاهرة تكتسب طابعاً مميزاً لتزامنها مع سكون الفجر ولحظات التأمل، مما يعزز الصلة بين العلم والتدبر في عظمة الكون وخالقه.

وتُعد هذه المناسبة الفلكية فرصة مثالية لتنظيم أنشطة علمية وتثقيفية، تهدف إلى تعريف الجمهور بمفاهيم فلكية أساسية مثل حركة الأجرام السماوية، وأطوار القمر المختلفة، وكيفية التمييز بين الكواكب والنجوم.

ولفت رئيس جمعية جدة الفلكية الانتباه إلى أن اقترانات كوكب الزهرة بالقمر تتكرر دورياً كل بضعة أسابيع، إلا أن ما يمنح هذا الاقتران تحديداً أهمية خاصة هو توقيته، إذ يأتي قبل أيام معدودة من دخول القمر مرحلة الاقتران المركزي التي تحدد بداية شهر ذي الحجة، مما يضيف إليه دلالة زمنية ورمزية في الوجدان الفلكي والديني.

ويشتهر كوكب الزهرة بتسميتي ”نجمة الصباح“ أو ”نجمة المساء“ اعتماداً على توقيت ظهوره في السماء، وهو ثاني الكواكب قرباً من الشمس بعد عطارد.

ويتميز الزهرة بغلاف جوي كثيف من السحب يعكس كميات هائلة من أشعة الشمس، مما يجعله من بين الأجرام الأكثر بريقاً في سمائنا بعد الشمس والقمر مباشرة.

ودعا أبو زاهرة جميع المهتمين وعموم الجمهور إلى اغتنام هذه الفرصة الفلكية لتعلم استخدام الخرائط السماوية والمناظير، وتنمية مهارات تحديد الاتجاهات في السماء.

وشدد على أن رصد اقتران القمر بكوكب الزهرة يمثل تجربة فريدة تمزج بين الاستمتاع بالجمال الكوني واكتساب المعرفة العلمية، وتسهم في إثراء الثقافة الفلكية لدى مختلف فئات المجتمع.