آخر تحديث: 1 / 6 / 2025م - 12:53 ص

خبير اجتماعي: إدمان الفتيات للتقنية يؤدي للعزلة وتأخر الزواج

جهات الإخبارية

حذر الدكتور حميد الشايجي، نائب رئيس جمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي ”واعي“، من التبعات السلبية العميقة لإدمان الفتيات على الأجهزة الذكية، معتبرًا أن هذا النوع من الإدمان قد أصبح من العوامل المؤثرة التي تسهم في تأخر سن الزواج لدى هذه الفئة.

وأرجع الشايجي ذلك إلى حالة الانعزال الاجتماعي التي تفرضها هذه الأجهزة على مستخدميها، مما يؤدي إلى غيابهن عن اللقاءات الأسرية والمناسبات الاجتماعية الحيوية التي قد تمثل فرصًا للتفاعل وبناء العلاقات.

وأوضح الدكتور الشايجي أن إدمان الأجهزة الذكية لا يختلف في جوهره كثيرًا عن إدمان المواد المخدرة أو الكحوليات، حيث يعتمد العقل على هذه الوسائل بشكل لا إرادي، مما ينعكس بشكل مباشر وسلبي على الصحة النفسية والجسدية للفتيات.

وأشار إلى أن هذا الإدمان يتسبب في مجموعة من المشكلات الصحية، من بينها اضطرابات النوم والهضم، والإصابة بأمراض العيون نتيجة التعرض المفرط للشاشات، فضلًا عن ضعف الروابط الاجتماعية وتدهورها.

ولفت الشايجي إلى أن بعض الفتيات أصبحن يعشن في ما وصفه بـ ”عالم افتراضي“ موازٍ، يبعدهن كل البعد عن واقع الحياة الحقيقية وتفاعلاتها.

وأضاف أن هذا الانغماس في العوالم الافتراضية يؤدي إلى انقطاع شبه كامل عن التفاعل الاجتماعي المباشر، مما يجعل مسألة اندماجهن مستقبلًا في الحياة الأسرية والمجتمعية الطبيعية أمرًا يتسم بالصعوبة والتعقيد.

وفي سياق متصل، أعرب نائب رئيس جمعية ”واعي“ عن قلقه المتزايد إزاء ما وصفه بـ ”الظاهرة المقلقة“ المتمثلة في غياب الشباب والفتيات على حد سواء عن المناسبات والملتقيات العائلية والاجتماعية.

وحذر من أن هذه العزلة المتزايدة، إن استمرت، ستؤدي حتمًا في المستقبل إلى تفشي ظاهرة ”الفردانية“ في بنية المجتمع، مما يضعف تماسكه وترابطه.

وشدد الدكتور حميد الشايجي على أن الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته وفطرته، وأن العزلة التي يفرضها الاستخدام المفرط للتقنية تشبه إلى حد كبير ما يُعرف بـ ”العقوبة الانفرادية“ في المؤسسات العقابية، لما لها من آثار نفسية واجتماعية وخيمة.

وأكد على الضرورة القصوى لكسر هذه الحلقة من العزلة الرقمية وتشجيع المشاركة الاجتماعية الفعالة، بهدف إعادة التوازن الطبيعي للعلاقات الأسرية والمجتمعية وضمان سلامة النسيج الاجتماعي.