مراهق يعتدي على والده بسبب ”بلاي ستيشن“.. ومختص نفسي يحذر الأسر

كشف المعالج النفسي الإكلينيكي، الدكتور وليد الزهراني، عن واقعة مقلقة تعكس مدى خطورة ما يُعرف ب ”الإدمان الرقمي“ على سلوكيات المراهقين واستقرار الأسر، حيث أقدم مراهق يبلغ من العمر ستة عشر عامًا على الاعتداء الجسدي على والده، نتيجة إدمانه المفرط على الألعاب الإلكترونية.
وأوضح الدكتور الزهراني تفاصيل الحادثة، مبينًا أن المراهق كان يقضي ساعات طويلة جدًا بشكل يومي منهمكًا في لعب إحدى الألعاب الإلكترونية عبر جهاز ”بلاي ستيشن“.
وأمام هذا الوضع، حاول الأب التدخل للسيطرة على إدمان ابنه عبر قطع خدمة الإنترنت عنه، إلا أن رد فعل الابن جاء عنيفًا وغير متوقع، حيث تهجم على والده واعتدى عليه بالضرب، مما أسفر عن تعرض الأب لكسر، وهو الأمر الذي دفعه إلى مراجعة العيادة النفسية طلبًا للمساعدة برفقة ابنه.
وأشار المعالج النفسي إلى أن المراهق شعر لاحقًا بالندم والذنب العميق بعد أن أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه في حق والده، وقرر على إثر ذلك الخضوع لبرنامج علاجي متخصص.
وأكد الزهراني أن حالة الشاب شهدت تحسنًا ملحوظًا وإيجابيًا بعد مرور عامين من المتابعة النفسية المنتظمة، وذلك بفضل تطبيق نظام انضباط أسري صارم يحدد أوقات معينة لاستخدام الأجهزة الذكية، بالإضافة إلى تشجيعه على الانخراط في ممارسة أنشطة بدنية واجتماعية متنوعة كبدائل صحية.
وأضاف الدكتور الزهراني أن هناك العديد من الأطفال والمراهقين الذين يظهرون نوبات غضب وعصبية شديدة عند محاولة سحب الأجهزة الذكية منهم أو تقنين استخدامها، وهو ما يعكس، حسب رأيه، مستوى متقدمًا من الاعتماد النفسي المفرط على هذه الوسائل التقنية.
وشدد على الضرورة الملحة لفرض قوانين واضحة داخل كل منزل لتنظيم استخدام التقنية، إلى جانب أهمية تعزيز التواصل الأسري الفعّال من خلال تخصيص وقت لجلسات حوارية يومية، وإشراك الأبناء في أنشطة بدنية وهوايات مفيدة تقام خارج نطاق المنزل.
وحذر الأسر من أن تداعيات الإدمان الرقمي لا تقتصر فقط على التأثيرات السلبية على الصحة النفسية للمراهقين، بل تمتد لتشمل جوانب جسدية وسلوكية متعددة، مثل المعاناة من الأرق واضطرابات النوم، واضطرابات في الشهية، وظهور سلوكيات التمرد والعدوانية، وفي بعض الحالات الشديدة قد تصل إلى حدوث تشنجات.
ودعا الأسر إلى ضرورة تبني نمط حياة متوازن وصحي يعزز من صحة الأبناء الجسدية والنفسية ويدعم سلوكهم الإيجابي.