الخبير العبدالجبار: فروقات التواصل بين جيل السبعينات و”Z“ تعيد تشكيل العمل والتعليم والعلاقات

سلط الخبير التقني أحمد العبدالجبار، المدير العام لشركة ”إنتل“ في المملكة، الضوء على الفروقات الجوهرية في أساليب ووسائل التواصل بين جيل السبعينات والثمانينات الميلادية وجيل Z الناشئ في العصر الرقمي.
وأوضح العبدالجبار أن هذه الاختلافات، النابعة من التباين في النشأة التكنولوجية لكل جيل، تلقي بظلالها العميقة على بيئات العمل والتعليم وطبيعة العلاقات الاجتماعية المعاصرة.
وأشار العبدالجبار إلى أن جيل السبعينات والثمانينات، الذي نشأ في زمن كانت فيه الرسائل البريدية والمكالمات الهاتفية هي الوسائل الأساسية للتواصل قبل أن يعايش ثورة تكنولوجية امتدت لأكثر من أربعة عقود وصولاً إلى عصر الذكاء الاصطناعي، يميل اليوم إلى وسائل تواصل تتسم بقدر أكبر من الخصوصية والرسمية، مثل الهاتف والبريد الإلكتروني وتطبيقات ”واتساب“ و”لينكدإن“ و”فيسبوك“.
وفي المقابل، أوضح أن جيل Z, الذي وُلد وترعرع في بيئة رقمية متكاملة، يعتمد بشكل كبير على تطبيقات مثل ”تيك توك“ و”إنستغرام“ و”سناب شات“، مفضلاً التواصل اللحظي غير الرسمي والمحتوى المرئي القصير والمؤثر، مما أوجد نمطاً جديداً من العلاقات والتفاعلات التي قد يغلب عليها الطابع السريع والسطحي في بعض الأحيان.
وعن تأثير هذا التطور التكنولوجي على تواصل الشباب، بيّن العبدالجبار أنه أحدث تحولاً جذرياً في طبيعة العلاقات، حيث أصبحت السرعة والاختصار سمتين رئيسيتين، وهو ما أدى إلى تباين في أساليب التعبير والتفاعل حتى ضمن الجيل الواحد، فضلاً عن خلق نوع من الضغط الاجتماعي لمواكبة كل ما هو جديد في عالم التطبيقات والمنصات.
وفيما يتعلق باستخدام البريد الإلكتروني بين الأجيال الشابة، أشار إلى أنه لا يزال يحتفظ بأهميته، خاصة في السياقات الرسمية والمؤسسية لدوره الحيوي في التوثيق وحفظ الحقوق.
ولفت إلى أن الأجيال الجديدة قد تفضل بطبيعتها أدوات تواصل أكثر مرونة وديناميكية، مع إمكانية حدوث تحول مؤسسي تدريجي نحو هذه الأدوات مستقبلاً مع دخول هذا الجيل إلى مواقع صنع القرار.
وأكد الخبير التقني أن تطبيقات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً محورياً في بناء وتشكيل علاقات جيل Z, حيث أتاحت لهم فرصاً لتكوين صداقات وهويات تتجاوز الحواجز الثقافية والجغرافية التقليدية.
ولكنه استدرك بأنها، في المقابل، قد أثرت على عمق الحوار وجودته في بعض الجوانب، وساهمت في خلق ضغوط اجتماعية جديدة مرتبطة بالمظهر وعدد المتابعين والمحتوى الرائج.
وأوضح أن هذه الفروقات بين الأجيال تنعكس بوضوح كفجوة في أساليب التواصل ضمن بيئات العمل والتعليم؛ فبينما يفضل الجيل الأكبر سناً الاجتماعات الرسمية والمراسلات الموثقة عبر البريد الإلكتروني، يميل الجيل الجديد إلى استخدام تطبيقات ومنصات سريعة وتفاعلية، وهو ما قد يؤدي أحياناً إلى سوء فهم أو تأخير في الاستجابات داخل فرق العمل متعددة الأجيال.
وينطبق الأمر ذاته على البيئة التعليمية، حيث ينجذب الطلاب الشباب للمحتوى البصري والتفاعلي القصير، بينما قد يتمسك بعض المعلمين الأكبر سناً بالأساليب والطرق التقليدية في نقل المعرفة.
يُذكر أن أحمد العبدالجبار يتمتع بخبرة واسعة تمتد لأكثر من 25 عاماً في قطاعات تقنية المعلومات وإدارة التكنولوجيا والمجال المصرفي، وقد شغل مناصب قيادية في مؤسسات كبرى محلية ودولية. ويقود حالياً عمليات شركة ”إنتل“ في المملكة، ويُعد من الشخصيات البارزة والمؤثرة في مجال قيادة التحول الرقمي وتطوير الأعمال على مستوى المملكة.