آخر تحديث: 6 / 5 / 2025م - 4:34 م

استشاري يحذر: تجنب مثيرات الربو يقلل خطر النوبات الحادة ودخول المستشفى

جهات الإخبارية

أكد استشاري الأمراض الصدرية والعناية الحرجة، الدكتور خالد العقلا، على الأهمية البالغة لتجنب العوامل المحفزة لنوبات الربو، مشدداً على أن الابتعاد عن مثيرات مثل الغبار ووبر الحيوانات الأليفة والدخان بأنواعه المختلفة، بما في ذلك البخور، يساهم بشكل كبير في تقليل احتمالية التعرض لنوبات ربو شديدة.

ونبه إلى أن مثل هذه النوبات قد تتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً في أقسام الطوارئ أو حتى التنويم في المستشفى للسيطرة عليها.

وأوضح الدكتور العقلا أن الربو يعتبر من الأمراض التنفسية المزمنة والمنتشرة، حيث يتسبب في تضييق والتهاب الشعب الهوائية ومجاري التنفس.

وأشار إلى أن أعراضه قد تظهر على شكل صعوبة واضحة في التنفس، أو سعال متكرر ومستمر، بالإضافة إلى صوت صفير أو أزيز مسموع يصاحب عملية التنفس.

وحذر من أن الحالات الشديدة للمرض يمكن أن تؤدي إلى نقص في مستويات الأكسجين في دم المريض، مما يشكل حالة طبية طارئة تستدعي التعامل الفوري.

وبيّن الاستشاري أن للإصابة بالربو أبعاداً تتعلق بالاستعداد الوراثي للفرد، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية المحيطة به.

وذكر أن العوامل التي تحفز نوبات الربو تختلف من مريض لآخر، إلا أن أبرزها وأكثرها شيوعاً يتمثل في التعرض للغبار المنزلي، وشعر أو وبر الحيوانات، واستنشاق الدخان الناتج عن حرق التبغ بجميع أشكاله أو غيره من المصادر، وكذلك التعرض للبخور.

وشدد في هذا السياق على ضرورة الاهتمام بجودة الهواء داخل المنازل وأماكن العمل قدر الإمكان.

ولفت الدكتور العقلا الانتباه إلى الانتشار الواسع للمرض على مستوى العالم، مشيراً إلى أن عدد المصابين يتجاوز حالياً 300 مليون شخص.

وأعرب عن قلقه من التوقعات التي تشير إلى احتمالية ارتفاع هذا العدد ليصل إلى أكثر من 400 مليون مصاب بحلول عام 2025.

وأكد أن هذه الأرقام تبرز الحاجة الملحة لزيادة الوعي المجتمعي حول مرض الربو، وكيفية الوقاية من نوباته، مشدداً على أن المرض لا يجب الاستهانة به ويتطلب التزاماً دقيقاً بالإجراءات الوقائية والخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة.

وفيما يتعلق بالخيارات العلاجية، أكد الدكتور العقلا توفر علاجات فعالة لمرضى الربو، تشمل بشكل أساسي البخاخات التنفسية بأنواعها المختلفة.

وأوضح أن بعض هذه البخاخات يحتوي على مادة الكورتيزون للسيطرة على الالتهاب، بينما تحتوي أنواع أخرى على أدوية تعمل على توسيع الشعب الهوائية لتسهيل التنفس.

وطمأن المرضى بأن هذه العلاجات البخاخة لا تؤدي إلى الإدمان كما يشاع خطأً، بل هي أدوات علاجية تهدف إلى تحسين وظائف الرئة وجودة التنفس، وقد تكون ضرورية للاستخدام بشكل مؤقت خلال النوبات أو بشكل دائم ومنتظم للسيطرة على المرض، وذلك بناءً على تقييم الطبيب المعالج لحالة كل مريض.

وأضاف أنه في بعض الحالات الأكثر شدة، قد يضطر الطبيب إلى وصف الكورتيزون عن طريق الفم على شكل أقراص لفترة زمنية محدودة، ويتم ذلك دائماً تحت إشراف طبي دقيق بهدف السيطرة السريعة على الالتهاب الشديد ومنع تدهور الحالة الصحية.

ووجه الدكتور العقلا دعوة إلى زملائه من الممارسين الصحيين، سواء كانوا أطباء أو ممرضين أو مثقفين صحيين، لأهمية تخصيص وقت كافٍ خلال لقاءاتهم مع مرضى الربو لشرح تفاصيل الخطة العلاجية بدقة.

وركز بشكل خاص على ضرورة تعليم المرضى الطريقة الصحيحة لاستخدام البخاخات الموصوفة لهم، نظراً لتنوع أشكالها وآليات عملها، مما يتطلب إرشادات واضحة لضمان وصول الدواء بشكل فعال إلى الرئتين وتحقيق أقصى استفادة منه.

ودعا لتعزيز جهود التوعية بمرض الربو في المجتمع، والتشجيع على تبني إجراءات الوقاية، والسعي للتشخيص المبكر عند ظهور الأعراض، والالتزام بتلقي العلاج بالطريقة الصحيحة التي يحددها الطبيب، لضمان السيطرة المثلى على المرض وتجنب مضاعفاته المحتملة.