آخر تحديث: 6 / 5 / 2025م - 4:34 م

شخصيات مجتمعية تحذر من ”التطوع الاستعراضي“.. وتدعو إلى إبعاد المستغلين

جهات الإخبارية انتصار آل تريك - القطيف

جدد عدد من الشخصيات الفاعلة في المجتمع التأكيد على ضرورة الحفاظ على نقاء العمل التطوعي وخلوه من مظاهر الاستعراض والتفاخر، مشيرين إلى أن الساحة المجتمعية تشهد تحولات قد تفرغ هذا العمل النبيل من مضمونه الحقيقي في زمن أصبحت فيه ”الصورة“ أحيانًا تطغى على ”القيمة“.

وأوضح رئيس جمعية التنمية الأهلية بصفوى، هاشم الشرفا، ”جهات الإخبارية“ أن دوافع المتطوعين تتنوع بين البحث عن الأجر والثواب، وتطوير المهارات، وتعزيز العلاقات، وصولًا إلى الطموح لمكانة اجتماعية.

وبيّن أن الفارق الجوهري يكمن في استمرارية العطاء؛ فالمتطوع بدافع إنساني يستمر طويلًا، بينما يتوقف الآخر بمجرد تحقيق هدفه الشخصي.

وحذر الشرفا من أن المتطوع الاستعراضي غالبًا ما يفتقر للإتقان ولا يشعر بالمسؤولية عند التقصير، مستغلًا النظرة المجتمعية الموقرة للمتطوع لتحقيق سمعة قد لا ينالها بطرق أخرى، مشيرًا إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم هذه الظاهرة، وداعيًا إلى اختيار الأكفاء وإبعاد المستغلين حفاظًا على سمعة الجهات التطوعية.

من جهته، أكد الناشط الاجتماعي علوي الخباز أن العمل التطوعي الصادق هو عمل مستمر ومثمر للمجتمع، بينما وصف التطوع الاستعراضي بأنه ظاهرة مكشوفة، ذات نتائج فاشلة وأثر سطحي وزائل، تشبه ”الغيوم التي تحجب الشمس لوهلة ثم تنقشع“.

ولفت الخباز إلى أن البعض قد يستغل واجهة العمل التطوعي لأغراض سلبية كالنصب أو بناء شخصية وهمية، مدفوعًا بنقص داخلي أو رغبة في الشهرة.

وشدد على أهمية وضع معايير تقييم للمتطوعين تعتمد على الالتزام والعطاء الحقيقي، معتبرًا أن وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين في هذا السياق.

بدورها، رأت الناشطة خضراء المبارك أن العمل التطوعي في جوهره هو قيمة فطرية إنسانية تنبع من رغبة صادقة في العطاء، مؤكدة أن حب الظهور والمصالح الشخصية يجب ألا تطغى على هذا الدافع النبيل.

وأقرت بأن بعض الدوافع الشخصية كتطوير الذات ليست سلبية بحد ذاتها، لكن حصر التطوع في الاستعراض يضر بالمجتمع ويخلق نماذج أنانية.

ونبهت إلى استغلال بعض الجهات للمتطوعين في فعاليات ربحية، واستخدام أفراد للتطوع كوسيلة تسويق شخصي، وهو ما اعتبرته ليس عيبًا طالما لم يفرغ العمل من هدفه الأساسي.

وأكدت المبارك على الدور المزدوج لوسائل التواصل في نشر ثقافة التطوع وتمكين الاستعراض، مطالبة بآليات تنظيمية من وزارة الموارد البشرية، وبأن تضع الجهات غير الربحية لوائح تنظيمية تشمل ميثاقًا أخلاقيًا، وتسكينًا للمتطوعين حسب الكفاءة، وتوفير متخصصين لمتابعتهم، وتفعيل دور الإعلام في إبراز النماذج الحقيقية.