بعد 21 عاماً.. مايكروسوفت تسدل الستار على ”سكايب“ وتوجه المستخدمين إلى ”تيمز“
تُطوى اليوم، الاثنين الخامس من مايو 2025، صفحة تطبيق ”سكايب“ الشهير بعد مسيرة حافلة امتدت لـ 21 عاماً، وذلك إثر إعلان عملاق البرمجيات الأمريكي ”مايكروسوفت“ عن وقف تشغيل التطبيق الذي أحدث ثورة في عالم الاتصالات عبر الإنترنت منذ إطلاقه قبل عقدين من الزمن.
وأكدت الشركة في منشور عبر منصة ”إكس“ للتواصل الاجتماعي أن خدمة سكايب لن تكون متاحة للمستخدمين اعتبارًا من هذا التاريخ.
وفي خطوة لضمان استمرارية التواصل لمستخدمي سكايب، أوضحت مايكروسوفت أنه بإمكان المستخدمين الولوج إلى خدمة ”مايكروسوفت تيمز فري“ المجانية باستخدام نفس بيانات حساب سكايب الخاص بهم.
وأشارت الشركة إلى أن هذا الانتقال سيحافظ على سجلات المحادثات وقوائم جهات الاتصال الخاصة بالمستخدمين، مما يتيح لهم البقاء على تواصل مع شبكتهم بسلاسة عبر المنصة البديلة.
وكان تطبيق سكايب قد أبصر النور لأول مرة في لوكسمبورج عام 2003، على يد رائدي الأعمال السويدي نيكلاس زينستروم والدنماركي يانوس فريس.
وفي حينه، قدم التطبيق قدرة غير مسبوقة على إجراء محادثات صوتية ومرئية عبر الإنترنت بين عدد كبير من الأشخاص في وقت واحد، محققًا شعبية واسعة، خاصة في مجال الاتصالات الدولية، حيث أتاح للمستخدمين تجاوز تكاليف المكالمات الهاتفية التقليدية المرتفعة.
ولم تقتصر الخدمة على الاتصال بين مستخدمي التطبيق، بل امتدت لتشمل إمكانية الاتصال بالهواتف الأرضية والمحمولة عبر اشتراكات مدفوعة.
واستحوذت مايكروسوفت على سكايب في عام 2011 في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 8,5 مليار دولار، وعملت على دمجه ضمن منظومة تطبيقاتها المكتبية. إلا أنه وعلى الرغم من هذه الخطوة، لم تتمكن الشركة من الحفاظ على الموقع الريادي الذي تمتع به سكايب في بداياته بسوق خدمات الاتصالات المتنامي والمزدحم بالمنافسين.
ويعتبر إطلاق مايكروسوفت لمنصتها الخاصة بالاتصالات والتعاون ”مايكروسوفت تيمز“ في عام 2017، نقطة تحول رئيسية وبداية لتراجع وهج سكايب، حيث لم يفتح ذلك الباب للمنافسة الداخلية فحسب، بل كان مؤشراً على تحول استراتيجي داخل الشركة.
ومنذ ذلك الحين، استمر سكايب في فقدان حصته السوقية لصالح تطبيقات منافسة اكتسبت زخماً كبيراً مثل ”زوم“ و”واتسآب“، وتعمق هذا التراجع بشكل خاص خلال فترة جائحة فيروس كورونا المستجد بين عامي 2020 و 2021.
وفي المقابل، نجحت منصة ”مايكروسوفت تيمز“ في ترسيخ مكانتها كأداة أساسية للتعاون والاتصال المؤسسي لملايين المستخدمين حول العالم، مما مهد الطريق لقرار إنهاء خدمة سكايب اليوم.
