آخر تحديث: 28 / 4 / 2025م - 11:43 م

دراسة حديثة: النظام الغذائي المتوسطي قد يقلل خطر سرطان الثدي بنسبة 13%

جهات الإخبارية

كشفت دراسة حديثة، نُشرت نتائجها في مجلة ”Health Science Reports“ العلمية، أن الالتزام باتباع النظام الغذائي المتوسطي قد يكون له دور فعال في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 13 بالمئة، ولوحظ أن هذا التأثير الوقائي يكون أكثر وضوحاً لدى النساء بعد سن انقطاع الطمث.

وأوضحت الدراسة أن سرطان الثدي يمثل تحدياً صحياً عالمياً كبيراً، مما يجعل البحث عن استراتيجيات وقائية فعالة أمراً بالغ الأهمية، خاصة تلك التي تعتمد على تعديل أنماط الحياة، والتي يأتي النظام الغذائي في مقدمتها.

 وأشارت نتائج التحليل إلى أن النظام الغذائي المتوسطي، المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات ومحتواه الغني بمضادات الأكسدة، يرتبط بشكل عام بانخفاض خطر الإصابة بالمرض، على الرغم من وجود بعض التباينات في نتائج الدراسات السابقة حول هذا الموضوع.

وللتوصل إلى هذه النتائج، قام الباحثون بمراجعة وتحليل بيانات 31 دراسة علمية منشورة في الفترة ما بين عامي 2006 و2023.

 وشمل التحليل دراسات حالة وشاهد ودراسات أتراب «تابعت مجموعات من الأشخاص لفترات طويلة»، وشارك فيها أشخاص تراوحت أعمارهم بين 20 و104 أعوام. وتم تقييم جودة الدراسات المشمولة باستخدام مقياس نيوكاسل - أوتاوا المعتمد، مع إجراء تحليل تلوي «meta-analysis» لدمج تقديرات المخاطر من الدراسات المختلفة.

وأظهرت النتائج الإجمالية أن الالتزام العالي بالنظام الغذائي المتوسطي كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 13%. إلا أن التحليل الفرعي كشف أن هذا الانخفاض كان ذا دلالة إحصائية وأكثر وضوحًا لدى النساء بعد انقطاع الطمث، بينما لم يلاحظ انخفاض مماثل في الخطر لدى النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث. 

كما لوحظ تباين جغرافي في التأثير الوقائي؛ حيث كان الارتباط أقوى في الدراسات التي أجريت في آسيا، تلتها الدراسات الأوروبية، بينما كان أقل وضوحاً في الدراسات الأمريكية. 

وألمحت الدراسة أيضاً إلى أن استهلاك الكحول، وهو مكون مثير للجدل ضمن تعريف النظام المتوسطي، قد يؤثر على درجة انخفاض الخطر لدى بعض المجموعات، مما يعكس الطبيعة المعقدة للعلاقة بين العادات الغذائية ومخاطر السرطان.

واعترفت الدراسة بوجود بعض القيود، مثل الاختلافات الملحوظة بين نتائج دراسات الأتراب ودراسات الحالة والشاهد، بالإضافة إلى التفاوت في تعريف وتطبيق معايير النظام الغذائي المتوسطي بين المناطق الثقافية المختلفة. 

وبناءً على ذلك، شدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث المعمقة لاستكشاف تأثير النظام الغذائي على الأنواع الفرعية المحددة لسرطان الثدي، مع الأخذ في الاعتبار العوامل الوراثية وعوامل نمط الحياة الأخرى.

وخلصت الدراسة إلى أن تبني النظام الغذائي المتوسطي قد يمثل خياراً غذائياً واعداً للمساهمة في الوقاية من سرطان الثدي، لا سيما بين النساء بعد انقطاع الطمث. 

ودعت إلى إجراء المزيد من الدراسات الشاملة والمصممة جيداً لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات البيولوجية الدقيقة التي يقدم من خلالها هذا النظام الغذائي تأثيره الوقائي المحتمل.