آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 4:16 ص

ميلاد الإشعاع الإلهي

جمال حسن المطوع

شموس أشرقت بنور ربها تتلألأ ضياءً لتملأ الكون بهجة وسرورًا وفرحة وحبورًا لذكرى ولادة سبط الرسول محمد ﷺ وحبيبه وقرة عينه ومهجته الإمام الحسن المجتبى، وإن الحديث عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، هو الحديث عن سر الروح في آفاقها الواسعة الصافية النقية المنفتحة على الله عز وجل، وعمق الإنسانية المتحركة بالخير والحق والعدل كله.. ومعنى الحكمة في مواجهة حركة الواقع في سلبياته وإيجابياته، وشمولية العطاء في رعاية المحرومين من حوله، وسمو الأخلاق التي تحتضن كل مشاعر الناس بكل اللهفة الحانية في مشاعرها، وتتحرك في مواقع العصمة في سلوكه في نفسه ومع ربه ومع الناس ومع الحياة.

ومن تراثه نقل عنه أنه قال: إن الشاة أعقل من أكثر الناس تنزجر بصياح الراعي عن هواها والإنسان لا ينزجر بأوامر الله وكتبه ورسله.

نعم بحكمته ورجاحة عقله قد وضع النقاط على الحروف عندما أصاب في مقارنته بين تلك عقل الشاة التي تنقاد إلى راعيها، ولا تعصي له أمرا، بينما بعض البشر الذين يدعون طاعة الله واتباع أوامره أبعد ما يكون عن ذلك من خلال سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يراعون فيهم إلا ولا ذمة أو خوفا من الله، بل أخذتهم الغرور والغطرسة وظلم الآخرين. إذا صدق مولانا وإمامنا المجتبى في توصيفه الذي انطلق فيه من مفاهيم ربانية وإرشادات نبوية كان هو المثل والقدوة الحسنة الذي جسد عظمة جده النبي محمد ومسار أبيه الإمام علي بطل الإسلام وصنديده عليهما السلام وكما قيل الفتى سر أبيه، وهذا الشبل من ذاك الأسد ولا غرابة في حينما يحتفل الموالون بهذه الذكرى العطرة لسيدي ومولاي أبي محمد الإمام الحسن المجتبى فهو أحد الأنوار الربانية التي مازالت تشع علما وخلقا وحلما وكرما حتى قيام الساعة.