آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 4:16 ص

لماذا نقرأ؟

يوسف أحمد الحسن * مجلة اليمامة

يبدو أن عكس السؤال أفضل من صيغته هذه؛ حيث ينبغي أن نقول: ”لماذا لا نقرأ؟“؛ فنحن حينما لا نقرأ فإننا سوف نتوجه نحو خيارات أخرى كالأجهزة الذكية والتلفاز بمحتوياته الحديثة المدفوعة، التي تتضمن خيارات مشاهدة متنوعة ومتعددة في نفس الوقت. وهو الذي يقتل أوقاتًا طويلة مع فائدة محدودة جدًّا قال عنها أحدهم إن مكتبة صغيرة قد تحوي من المعرفة ما يبثه التلفاز عدة أيام، هذا بالطبع مع عدم إنكار الفوائد الترفيهية له.

أما حينما نقرأ فإننا سوف نكتشف ما حولنا من متغيرات ومتحولات في مختلف مجالات الحياة، علمية وثقافية واجتماعية، وسوف نستطيع كذلك أن نكتشف أنفسنا على نحو أفضل حين تستطيع بعض الكتب في المجال النفسي أو الروايات أن تسبر أغوار نفوسنا. ومن انطباعات بعض قراء الروايات أنهم وجدوا أنفسهم في بعض الروايات، بل إن بعضهم شعر بأن بعضها تمثله أو تعكس بعض ما يجري من حوله أو في مجتمعه من تطابق أو تناقض.

ولطالما كان لبعض الكتب أثر مهم على تطور مجتمع أو على الأقل الدفع به قدمًا في مسيرة الحياة. وأقل فائدة للقراءة هي الوصول إلى حالة الاسترخاء الذهني والبدني.

نقرأ لأننا نريد أن نكتشف أسرارًا أكثر عن العالم، وأن نتعرف على دهاليز ما حصل منذ آلاف السنين وما يحصل اليوم، ولتساعدنا القراءة على استشراف المستقبل كي نستعد له أو لكي نعد أبناءنا وأحفادنا والأجيال القادمة لمواجهته بسلاح العلم والمعرفة.

نقرأ لكي نلحق بالأمم المتقدمة التي علمت بأن العلم هو سلاحها لمزيد من التقدم. نقرأ لأن عدم القراءة هو مراوحة في مواقعنا الحالية وعدم التحرك عنها لمواقع أفضل. نقرأ لأننا نعيش في سباق بين أمم العالم، وعلينا أن نواصل القراءة واكتساب المزيد من العلم لمجرد المحافظة على مواقعنا بين الأمم في هذا السباق. أما إذا أردنا التقدم فيه فعلينا أن نبذل مزيدًا من الجهد القرائي واكتساب المزيد من العلوم.

علينا أن نزيد من عدد دقائق وساعات القراءة في العام الواحد، وأن نتفوق فيها حتى على أكثر دولة في ذلك حتى نصبح بمرور الزمن في موقع متوسط على الأقل بين أمم العالم.