آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

”المدن“ يُحيي حرفة الخوص في قلعة تاروت.. أطفال يتعلمون فن الأجداد

جهات الإخبارية فاطمة ال إسماعيل - جزيرة تاروت

في جنبات بيت السني الأثري الذي يتجاوز عمره ال 450 عامًا، تتجسد لوحة فنية نابضة بالحياة، أبطالها أطفال يلتفون حول ”منصور المدن“، الحرفي الذي يُعيد إحياء فن غزل الخوص.

ففي مبادرة فريدة من نوعها، يحرص ”أبو عبدالله“ على تعليم الأطفال أصول هذه الحرفة العريقة، مستقطبًا الصغار بشخصيته الودودة وصبره اللامحدود. وذلك ضمن فعاليات قلعة تاروت الرمضانية.

المشهد داخل بيت السني يُشبه خلية نحل، فالأطفال يتحلقون حول ”أبو عبدالله“، يتابعون أنامله وهي تنسج الخوص بمهارة فائقة، وكأنهم ينهلون من ينبوع حكمة الأجداد.

ومن بين هؤلاء الأطفال، يبرز ”أحمد التاروتي“، الذي لم يكتفِ بتعلّم الحرفة، بل أتقنها لدرجة أنه أصبح يُوجّه زملاءه، مما دفع ”أبو عبدالله“ للإشادة بموهبته، واصفًا إياه بـ ”المدرب المحترف“.

جهود ”أبو عبدالله المندن“ لم تذهب سدى، فقد أثمرت عن تخريج أجيال من الحرفيين المهرة، بعضهم أصبح مدربًا بدوره، ينقل الشعلة إلى الأجيال القادمة.

وتحدث الحرفي منصور آل مدن، عن حرفته في صناعة الخوص، الحرفة التي امتهنها منذ أن كان عمره 13 عامًا.

وأوضح، أنه قد ورث هذه الحرفة عن والدته، إذ كان يجالسها وهي تمارس صناعة الخوص منذ صغره، مشيرًا إلى أنها كانت حرفة أساسية في الماضي لصناعة مستلزمات وأدوات منزلية تُستخدم يوميًا وضمن الاحتياج الأساسي للأسر، كصناعة سفرة الطعام، والسلال، والأوعية، والحصير، والأكياس، وكذلك المهفة، وغيرها من المستلزمات.

ودعا شباب وشابات الوطن إلى الدخول في سوق هذه الحرفة، وتعلمها وتطويرها من خلال الإبداع والابتكار فيها، إلى جانب أهمية استثمار تسمية عام 2025 بعام ”الحرف اليدوية“.

وبين أن ذلك سيسهم ذلك في تطوير قدرات الحرفيين، إضافة إلى تمكين الأجيال الجديدة من تطوير آليات الإبداع في قطاع الحرف اليدوية.