آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

هل الصيام المتقطع أفضل من الأدوية للوقاية من تجلط الدم؟.. دراسة تجيب

جهات الإخبارية

كشفت دراسة حديثة عن آلية جديدة قد تفسر فوائد الصيام المتقطع في تقليل خطر الإصابة بالجلطات الدموية، والتي تعد من المسببات الرئيسية للنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الدراسة، التي أجريت على 160 مشاركًا من البشر والفئران ونُشرت في مجلة ”Life Metabolism“، تُشير إلى أن الصيام المتقطع يُعزز إنتاج مركب طبيعي مضاد للتجلط يُعرف باسم حمض إندول -3 - بروبيونيك ”IPA“.

وأظهرت النتائج أن الصيام المتقطع يُساهم في تقليل تنشيط الصفائح الدموية، وهي الخلايا المسؤولة عن تكوين الجلطات، وبالتالي يقلل من احتمالية حدوث التجلط.

ويعود هذا التأثير، وفقًا لتحليلات الدراسة، إلى زيادة مستويات حمض IPA في الدم نتيجة للصيام. هذا الحمض، الذي يُنتج بشكل أساسي عن طريق بكتيريا معوية تُسمى ”C. sporogenes“، يعمل على تثبيط تنشيط الصفائح الدموية من خلال تأثيره على مستقبل ”بريجنان إكس“ الموجود على سطح هذه الخلايا.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور كريستوفر يي، جراح الأوعية الدموية، أن تأثير حمض IPA يشبه إلى حد كبير تأثير الأدوية المضادة للتخثر مثل ”كلوبيدوجريل“، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة وواعدة للوقاية من الجلطات الدموية دون الحاجة إلى الأدوية التقليدية.

وتربط الدراسة بين الصيام المتقطع والتغيرات الإيجابية في الميكروبيوم المعوي، وتحديدًا زيادة نشاط بكتيريا ”C. sporogenes“ المسؤولة عن إنتاج حمض IPA. هذا الاكتشاف يُسلط الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه الميكروبيوم المعوي في صحة الإنسان، وتأثيره المباشر على عمليات حيوية مثل تخثر الدم.

وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، يُشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات طويلة الأمد وعلى مجموعات أكبر من البشر، لتأكيد هذه النتائج وفهم الآثار الجانبية المحتملة للصيام المتقطع بشكل كامل. كما يُنصح بالحذر في تفسير هذه النتائج، نظرًا لقصر مدة الدراسة ”10 أيام فقط“ وإمكانية وجود عوامل أخرى غير مدروسة قد تكون أثرت على النتائج.

وبشكل عام، تُقدم هذه الدراسة دليلًا علميًا جديدًا على فوائد الصيام المتقطع في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية، وتفتح آفاقًا جديدة للبحث في تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية غير دوائية لأمراض القلب والجلطات.