آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 4:46 م

القمر يلتقي ”الشقيقات السبع“ في سماء الوطن العربي

جهات الإخبارية

في حدث فلكي، تشهد سماء الوطن العربي مساء اليوم الأربعاء، الخامس من مارس 2025، اقترانًا بديعًا يجمع قمر شهر رمضان المبارك بعنقود الثريا النجمي، في مشهد يمكن متابعته بالعين المجردة بعد غروب الشمس وحلول الظلام.

وكشف المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن هذا الاقتران يُمثل فرصة استثنائية لمشاهدة عنقود الثريا، أو ”الشقيقات السبع“، حيث سيتراءى للراصد أسفل يسار القمر.

وقال ”أن التلوث الضوئي الناتج عن إضاءة المدن قد يحجب رؤية هذا العنقود بالعين المجردة، ما يجعل استخدام منظار ثنائي العينيين أو أي وسيلة بصرية مساعدة أمرًا مستحسنًا لضمان رؤية واضحة“.

وأضاف أبو زاهرة أنه بالإضافة إلى الثريا، سيكون بالإمكان وبسهولة تمييز نجم الدبران، ذلك العملاق الأحمر المتوهج، والذي سيتخذ موقعًا له أسفل يمين القمر.

ولمزيد من التوضيح، يُعرف عنقود الثريا بأنه أحد أبرز العناقيد النجمية المفتوحة وأكثرها شهرة، إذ يحتضن ما يقرب من 500 نجم يافع تتألق ضمن كوكبة الثور. وعلى الرغم من أن هذا العنقود يبدو للعين المجردة كسحابة ضبابية خافتة، إلا أن الصور الفلكية الاحترافية تكشف عن بقايا السديم الذي شهد ولادة هذه النجوم قبل نحو 100 مليون سنة، وهي فترة زمنية قصيرة جدًا مقارنة بعمر شمسنا الذي يناهز 4,5 مليار سنة.

وأردف رئيس الجمعية الفلكية بجدة موضحًا أن نجوم الثريا مرتبطة ببعضها البعض بفعل الجاذبية، وتبعد عن كوكبنا مسافة تقدر بحوالي 430 سنة ضوئية، وهي تسبح معًا في الفضاء بسرعات مذهلة، علمًا بأن العديد من هذه النجوم تفوق الشمس في سطوعها بآلاف المرات.

وأشار أبو زاهرة إلى أن استخدام المناظير الفلكية سيُمكن الراصدين من رؤية عدد أكبر من نجوم العنقود، في حين أن التلسكوبات الكبيرة والقوية قادرة على كشف بعض المواد السديمية التي لا تزال تحيط بتلك النجوم.

وختم المهندس ماجد أبو زاهرة حديثه بالتأكيد على أن هذا الاقتران يمثل فرصة ذهبية لهواة التصوير الفلكي وعشاق الظواهر السماوية، منوهاً إلى أن التلوث الضوئي في المدن قد يحول دون رؤية الثريا بوضوح بالعين المجردة.