آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 12:28 م

عبد الله الحسن.. مسيرة مهنية استثنائية من الإحساء إلى قيادة البعثات الدولية

جهات الإخبارية

لم يكن عبد الله الحسن، المولود في الدمام والناشئ في الأحساء، يحلم بوظيفة محددة في صغره، لكن طموحه كان يتجاوز حدود التفوق الأكاديمي.

واليوم، وبعد مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات، يقف الدكتور الحسن كأحد أبرز الخبراء الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، حاملاً معه قصة نجاح مُلهمة تُجسد الإصرار والمثابرة والرغبة في خدمة الوطن.

نشأ الحسن في كنف أسرة كبيرة ومُحبة، غُرست فيه قيم العطاء وحب خدمة الآخرين، وهي القيم التي شكلت دافعًا رئيسيًا في مسيرته. لم يكن طالبًا متفوقًا بشكل استثنائي في المراحل الدراسية الأولى، لكنه تحول إلى طالب مجتهد في مرحلة البكالوريوس، متخصصًا في إدارة الأعمال بجامعة الملك فيصل.

بعد تخرجه بمرتبة الشرف، واجه الحسن تحديًا غير متوقع، حيث لم يتمكن من الحصول على وظيفة في القطاع البنكي الذي كان يطمح إليه. لكن لقاءً عابرًا مع الدكتور ناصر القحطاني، وكيل كلية الإدارة آنذاك، فتح له بابًا جديدًا، حيث نصحه بالتقدم لبرنامج الاقتصاديين في مؤسسة النقد العربي السعودي ”البنك المركزي السعودي حاليًا“.

هذا اللقاء كان نقطة تحول فارقة. التحق الحسن بالبرنامج، واختار القفز مباشرة إلى دراسة الدكتوراه في جامعة ولاية كنساس الأمريكية، متجاوزًا مرحلة الماجستير، متحديًا بذلك تخصصه الأدبي في المرحلة الثانوية.

خلال دراسته، تدرب الحسن في صندوق النقد الدولي، وكانت هذه بداية علاقته الوطيدة بالصندوق. بعد حصوله على الدكتوراه، انضم الحسن إلى برنامج الاقتصاديين في الصندوق، ليصبح أول سعودي يلتحق بهذا البرنامج المرموق، وهو إنجاز يفتخر به ويعتبره إنجازًا للوطن.

أمضى الحسن أكثر من 15 عامًا في صندوق النقد الدولي، عمل خلالها في أربع إدارات، ويشغل حاليًا منصبًا قياديًا في إدارة الشرق الأوسط ووسط آسيا.

وأكد الحسن على أن ”النجاح يتطلب الكثير من المغامرة“، وأنه ”ممنون“ للبنك المركزي السعودي على فرصة الابتعاث والتدريب التي أتيحت له.

وأكد زملاء الدكتور الحسن، أنه شخصية جادة، يتميز بالرؤية الثاقبة والتركيز الشديد، وأنه يسعى دائمًا للتميز. وقد عمل الحسن كخبير في الشؤون النقدية والبنكية، ورئيسًا لبعثة الصندوق في أفغانستان، وهي مهمة صعبة أداها بظروف استثنائية.

وشارك الحسن في العديد من اللجان داخل الصندوق، بما في ذلك اللجان المختصة بالذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات وقضايا الطاقة. كما لعب دورًا محوريًا في رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، حيث عمل كمستشار مع السعودية في قيادتها للمجموعة خلال جائحة كوفيد -19.

وحرص الحسن على الحفاظ على الروابط الوثيقة بين عائلته ووطنه، وقد أسس مركزًا لتعليم اللغة العربية لأبنائه في الولايات المتحدة، ليضمن استمرارهم في تعلم لغتهم الأم وثقافتهم العربية والإسلامية.

ووجه الحسن رسالة مُلهمة للأجيال القادمة، قائلًا: ”نافس نفسك“، ”لا تستمع للأصوات المُحبطة“، و”احلم وخاطر، فالخسارة الكبرى ألا تحلم“. مستشهدا بالآية الكريمة: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ . ويختم فلسفته في الحياة بالتأكيد على أهمية ”ترك أثر في حياة الناس“.