آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

اضطرابات الطعام.. ”وباء“ صامت يهدد الصحة النفسية

جهات الإخبارية

كشفت ريما العماري، المتخصصة في الإرشاد النفسي والأسري، عن جانبٍ خفيٍّ لاضطرابات الطعام، غالبًا ما يتم تجاهله أو إساءة فهمه، حيث أكدت أن هذه الاضطرابات تتجاوز مجرد العادات الغذائية السيئة أو مشكلات الهضم العضوية، لتُشير إلى اضطرابات نفسية أعمق.

وأوضحت العماري أنَّ نقص الوعي بطبيعة اضطرابات الطعام يؤدي إلى الخلط بينها وبين مشكلات الجهاز الهضمي، في حين أنَّ جذورها تمتد إلى صعوبة التعامل مع المشاعر المختلفة. فالأفراد الذين يعانون من هذه الاضطرابات، غالبًا ما يلجأون إلى الطعام كوسيلة للتعبير عن مشاعرهم، سواء كانت غضبًا، حزنًا، أو حتى فرحًا، بدلاً من مواجهة هذه المشاعر والتعامل معها بشكل صحي ومباشر.

وأضافت أنَّ الكثيرين يربطون تناول الطعام بالحالة النفسية بشكل تلقائي، مما يخلق علاقة غير متوازنة مع الأكل، ويحوّله إلى المتنفس الوحيد للتخفيف من الضغوط العاطفية، وبالتالي يصبح الأكل وسيلة للهروب بدلا من كونه غذاء.

وشددت العماري على ضرورة تنشئة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم بطرق صحية، بعيدًا عن ربطها بالطعام بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأكدت أنَّ اضطرابات الطعام ليست مجرد مشكلة تتعلق بكمية أو نوعية الأكل، بل هي انعكاس لمشاعر مضطربة وغير مُعالجة، تظهر من خلال عادات أكل غير طبيعية.

وفيما يتعلق بتشخيص هذه الاضطرابات، أشارت العماري إلى أنَّ التشخيص يتطلب استمرار الأعراض لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، مع حدوث نوبة واحدة على الأقل من السلوكيات المرتبطة بالاضطراب أسبوعيًا.

وأكدت على أهمية التوعية باضطرابات الطعام، والتعامل معها كحالة نفسية تتطلب متابعة متخصصة وعلاجًا نفسيًا، وليس فقط تعديلًا للعادات الغذائية.