دراسة: حمية البحر المتوسط تقلل خطر السرطان المرتبط بالسمنة
كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ”JAMA Network Open“ عن دور فعال للنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط في الحد من مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة.
وأفادت الدراسة بأن الالتزام العالي بهذا النظام الغذائي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 6%، مقارنة بالأشخاص الذين يتبعون هذا النظام الغذائي بشكل أقل.
وتأتي أهمية هذه الدراسة في ظل تزايد المخاوف من السمنة كعامل خطر رئيسي للإصابة بأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك سرطان الكبد والكلى والغدة الدرقية.
وركز الباحثون على تحليل تأثير النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، الغني بالخضروات والفواكه والأسماك وزيت الزيتون، في تقليل هذا الخطر.
وشملت الدراسة، التي أجريت على أكثر من 450 ألف مشارك تتراوح أعمارهم بين 35 و 70 عامًا، تحليلًا معمقًا لمدى التزامهم بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.
وتم قياس هذا الالتزام باستخدام أداة ”MedDiet Points“، التي تعتمد على تقييم استهلاك المشاركين للأطعمة الرئيسية في هذا النظام الغذائي، مثل الأسماك والخضروات والبقوليات وزيت الزيتون.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين سجلوا التزامًا عاليًا بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة، وبنسبة وصلت إلى 6%.
والأمر اللافت هو أن هذا التأثير الإيجابي كان مستقلًا عن مؤشر كتلة الجسم أو نسبة الخصر إلى الورك، مما يشير إلى أن النظام الغذائي نفسه يلعب دورًا وقائيًا بغض النظر عن وزن الجسم.
ووجد الباحثون أن الالتزام العالي والمتوسط بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط كان مرتبطًا بشكل خاص بتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم والكبد والكلى.
كما لوحظ انخفاض في خطر الإصابة بالسرطان حتى بين المدخنين، مما يعزز من أهمية هذا النظام الغذائي كإجراء وقائي شامل.
ومع ذلك، لم تتوصل الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين هذا النظام الغذائي وتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي أو سرطان بطانة الرحم لدى النساء.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، أوصى الباحثون بضرورة إجراء المزيد من الدراسات المتعمقة لفهم الآليات الدقيقة التي تجعل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط فعالًا في الوقاية من السرطان. كما دعوا إلى توسيع نطاق الدراسات المستقبلية لتشمل مجموعات سكانية أكبر وأكثر تنوعًا من مختلف البلدان، لتعزيز فهمنا لتأثير هذا النظام الغذائي على الصحة العامة.
وبشكل عام، تؤكد هذه الدراسة أن النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يمثل خيارًا غذائيًا صحيًا يمكن أن يسهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة، مما يفتح الباب أمام مزيد من الأبحاث حول كيفية دمج التغذية السليمة في استراتيجيات الوقاية من الأمراض المزمنة.
