آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

أنماط التفكير العفوي لدى الناس تنقسم إلى أربع مجموعات رئيسة

عدنان أحمد الحاجي * مقال مترجم

People’s spontaneous thought patterns fall into four main clusters, study finds

February 26,2025

من المعروف أن الأفكار التي تطرأ على ذهن الإنسان تلقائيًا «عفويًا، حين لا يتعمد أو يقصد التفكير في شيء، تلعب دوراً رئيسًا في عملية اتخاذ القرار والوظائف الإدراكية المختلفة [1] ، وكذلك في بعض اضطرابات الصحة العقلية. في الواقع، تشير الدراسات السيكولوجية إلى أن الذين شُخصوا باضطرابات نفسية مختلفة، بما في ذلك اضطرابات الاكتئاب والقلق، يمكن أن يتعرضوا إلى أنماط من التفكير السلبي [2]  العفوية، مثل الإفراط في التفكير أو الهوس بأشياء معينة، والتهويل والتأمل في جوانب الحياة الصعبة أو المؤلمة.

يمكن تقسيم الأفكار العفوية بشكل عام إلى فئتين، هما الأفكار ”الحرة،“ والتي توصف بأنها مرنة وسائلة [أي بمثابة ورقة بيضاء فارغة من اجترار الماضي يمكن أن يملأها الشخص بفضوله]، والأفكار ”العالقة - وهي الأفكار الاقتحامية الاجترارية غير المرغوب فيها يحبس الإنسان نفسه عليها وتسيطر على ذهنه وفكره ولا يمكن التحكم فيها [3] .“ ليس من السهل دائمًا التمييز بين هذه الأنواع المختلفة من الأفكار، إلا أنه قد يكون مفيدًا لتشخيص وعلاج اضطرابات الصحة العقلية لو ميزناها [4] .

أجرى باحثون في جامعة إيموري مؤخرًا دراسة لفهم أنماط التفكير العفوية التي يتعرض إليها مختلف الناس فهمًا أفضل باستخدام مزيج من الطرق التجريبية والحوسبية. وتشير نتائج الدراسة [5]  التي نشرت في مجلة Communications Psychology إلى وجود أربعة أنواع فرعية رئيسة من التفكير العفوي لها خصائص مميزة.

قالت مارتا ميغو Marta Migo, المؤلف الأول للدراسة، لموقع Medical Xpress: ”يقضي الناس ما يصل إلى 50% من ساعات يقظتهم في التفكير بشكل لا إرادي في مواضيع غير ذات صلة بالمهمة التي يعملون عليها «على سبيل المثال، شرود الذهن».“ ”نظرًا لأن الناس غالبًا لا يدركون تمامًا محتوى هذه الأفكار المشتتة للذهن أو مداها، فمن الصعب معرفة مدى تأثير هذه الأفكار في صحتهم العقلية و/أو إدراكهم [الذي ينطوي على العمليات الذهنية، والتي منها التفكير والانتباه واللغة والتعلم والذاكرة والإحساس والتي تتفاعل معًا ومن خلالها نستطيع القيام بوظائفنا اليومية]، ولكن لو كان تضمن هذا الشرود الذهني الكثير من الأفكار السلبية عن الذات، فقد يؤثر ذلك في صحة الفرد العقلية.“

كان الهدف الرئيس من هذه الدراسة الجديدة التي أجرتها ميغو وزملاؤها هو رسم صورة أكثر وضوحًا لقطار الأفكار العفوية، وإلقاء ضوء مستجد على بعض ديناميكياتها الأساسية. وقد يساعد هذا بدوره في فهم مدى تأثير أنماط التفكير هذه في شخصية الناس وصحتهم وتصوراتهم.

”لقد حاولنا قياس ديناميكيات أنماط التفكير العفوية وذلك بتحليل الاستجابات أثناء مهمة لعبة اقتران كلمات حرة [6] “، كما أوضح مايكل تريدواي Michael Treadway, المؤلف الرئيس للدراسة. ”تشبه مهمة الاقتران الحر بين الكلمات التي استخدمناها التقنية التي طورها سيغموند فرويد منذ أكثر من قرن من الزمان.“

وقال تريدواي ”بدأ المشاركون بعد ذلك بكلمة أولية جديدة، وتكررت هذه العملية 21 مرة“. ”كما يعلم المعالجون النفسيون منذ عقود عديدة، فإن هذه العملية يمكن أن تكشف بشكل كبير عن الحالة العقلية «النفسية» للفرد. على سبيل المثال، قدم مشاركون سلسلة كلمات ذات قيمة إيجابية [7] ، مثل الزوج، والأسرة، والحب، والرومانسية، والكتاب، وما إلى ذلك، من جانب آخر قدم قسم آخر من المشاركين سلسلة من كلمات من المحتمل أن تكون مرتبطة بأفكار مؤلمة مثل: الزوج أو الزوجة، والغش، والطلاق، والخيانة، والوحدة، وما إلى ذلك.“

لقد استخدمت مهام الاقتران الحر على نطاق واسع من قبل علماء النفس في الماضي كوسيلة لدراسة أنماط تفكير الناس. ومع ذلك، وعلى النقيض من الفرق الأخرى، قامت ميغو وتريدواي وزملاؤهما أيضًا بدمج هذه المهام باستخدام خوارزميات التعلم الآلي.

وعلى وجه التحديد، استخدم الباحثون التعلم الآلي لتحليل تراكيب مكونة من 11 كلمة طرحها المشاركون على أمل التوصل إلى فهم أفضل لمتى وكيف انتقلوا من كلمة إلى أخرى. أولاً، استخدموا نموذج معالجة اللغة الطبيعية «NLP» [9] ، المصمم لمعالجة وتوليد نص بشري لتحويل الكلمات التي أنشأها المشاركون إلى مساحة تنقل متعددة الأبعاد.

”في هذه المساحة، سيظهر الفكر“ الحر ”كحركة عشوائية عبر هذه المساحة، حيث لا يبقى الأشخاص في مكان واحد لفترة طويلة،“ كما أوضح تريدواي. ”وعلى الجانب الآخر، يمكن تعريف الأفكار“ العالقة ”بأنه النزعة إلى التردد على موضوع أو موقع محتوى معين وعدم الانتقال منه. ومن ثم، فإن هذا الموقع سيكون بمثابة جاذب يستقطب أفكار المرء باستمرار معه [ويجعله مجتر ا لتلك الأفكار].“

وفي النهاية نجحت ميغو وتريدواي وزملاؤهما في صياغة المنطق المرتبط بتسلسل الكلمات والمستمد من تقنيات معالجة اللغة الطبيعية في نموذج رياضي. واستخدموا هذا النموذج بعد ذلك لتحليل البيانات التي جمعوها.

وقالت ميغو: ”كشفت نتائجنا عن أربع فئات من الفكر العفوي التي ارتبطت بشكل مختلف بالمزاج المبلغ عنه ذاتيًا والاضطرابات النفسية“. ”لقد تعرفنا على نمط يشبه شرود الذهن، وعلى نمط آخر يشبه التفكير الإيجابي الاتقائي، ونمطين يشبهان الاجترار السلبي [10] . والجدير بالذكر أن نموذجنا هو من بين النماذج الأولى التي نجحت في اقتناص أنماط التفكير التي كانت مجرد نظريات في السابق.“

إن النهج التجريبي القائم على الاقتران الحر والتعلم الآلي الذي استخدمه هؤلاء الباحثون سمح لهم بفهم الحالة العقلية للمشاركين بشكل أفضل في أي لحظة من اللحظات، حتى أولئك الذين لم يكونوا على علم بذلك. وبإمكان الطريقة نفسها أيضًا دراسة العمليات العقلية الأخرى المتعلقة بالاقترانات العقلية العفوية، مثل الانحيازات الإدراكية [11] .

وتقدم النتائج الأخيرة التي جمعتها ميغو وتريدواي وزملاؤهما رؤىً جديدة قيمة حول بعض أنماط التفكير العفوية التي لوحظت عادة لدى الناس. وفي المستقبل، قد يصبح من الممكن استكشاف بشكل أكثر الأنماط الفرعية الأربعة للتفكير العفوي التي اكتشفوها، وقد تُدمج في النماذج النظرية لأنماط التفكير السلبية أو الأدوات العلاجية التي تهدف إلى تغيير هذه الأنماط.

”نظرًا لأن علاج التفكير السلبي المجتر «مثل القلق أو اجترار الأفكار» لم تثبت فعاليته لدى قطاع كبير من السكان، فمن الضروري أن نعمل على اكتشافه بشكل أفضل، وفهم أسبابه، وطريقة تمظهره، وتبعاته،“ بحسب ميغو.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”المهارات الادراكية cognitive skills, والتي تسمى أيضًا الوظائف الادراكية cognitive functions أو القدرات الادراكية cognitive capacity أو cognitive abilities هي مهارات دماغية لاكتساب المعرفة واستخدام المعلومات والتفكير. ولها علاقة بآليات كيف يتعلم الناس ويتذكرون ويحلون مشكلاتهم وكيف يولون انتباههم، ولكن ليس لها علاقة بالمعرفة الفعلية. تشمل المهارات أو الوظائف المعرفية مجالات الإدراك الحسي والانتباه والذاكرة والتعلم واتخاذ القرار والقدرات اللغوية.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skil

[2]  https://www.moias.net/content.php?id=267

[3]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تدخل_ «علم_النفس»

[4]  https://www.moh.gov.sa/HealthAwareness/EducationalContent/Diseases/Mental/Pages/default.aspx

[5]  https://www.nature.com/articles/s44271-025-00201-0

[6]  https://en.wikipedia.org/wiki/Word_Association

[7]  https://ar.wikipedia.org/wiki/تكافؤ_ «علم_نفس»

[8]  https://ar.wikipedia.org/wiki/خيانة

[9]  https://ar.wikipedia.org/wiki/معالجة_اللغة_الطبيعية

[10]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اجترار_ «علم_النفس»

[11]  https://ar.wikipedia.org/wiki/قائمة_الانحيازات_المعرفية

المصدر الرئيس

https://medicalxpress.com/news/2025-02-people-spontaneous-thought-patterns-fall.html