دراسة.. إنستغرام ويوتيوب بؤرتا انتشار المعلومات الخاطئة عن التغذية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة ”Nutrición Hospitalaria“ عن الانتشار الواسع للمعلومات الخاطئة المتعلقة بالتغذية عبر منصات التواصل الاجتماعي، محذرةً من تأثيرها السلبي على الصحة العامة.
وخلصت الدراسة، التي أجراها فريق من الباحثين الإسبان، إلى أن منصتي ”إنستغرام“ و”يوتيوب“ تتصدران قائمة المنصات الأكثر استخدامًا لنشر هذه المعلومات المضللة، حيث تستحوذان على النسبة الأكبر من المحتوى غير الدقيق.
أوضح الباحثون أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد اليومية، مما يسهل تداول المعلومات، بما في ذلك المعلومات الخاطئة عن الأنظمة الغذائية والصحة.
ورصدت الدراسة أكثر من مليوني مشاركة على ”إنستغرام“، وألف مقطع فيديو على ”يوتيوب“، و 46 ألف تغريدة على منصة ”X“ ”تويتر سابقًا“ لتحليل طبيعة وحجم المعلومات المضللة المتداولة.
ووجد الباحثون أن ”الأنظمة الغذائية المعجزة“ التي تدعي تحقيق نتائج صحية سريعة دون دليل علمي، هي الأكثر شيوعًا ضمن المعلومات الخاطئة التي تم رصدها. وأشاروا إلى أن ”إنستغرام“ يمثل المصدر الرئيسي لهذه الأنظمة بنسبة 64,70%، يليه ”يوتيوب“ بنسبة 41,17%.
وأضافت الدراسة أن هذه الأنظمة غالبًا ما تروج لما يُسمى بـ ”الأطعمة الفائقة“ وتقدم حلولًا سريعة لمشكلات صحية مثل كوفيد -19 والسكري والنقرس وهشاشة العظام، مستهدفةً بشكل خاص الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ولفت الباحثون الانتباه إلى الدور الذي يلعبه المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لهذه المعلومات الخاطئة.
وأوضحوا أن العديد من المؤثرين ومنشئي المحتوى يروجون لمنتجات صحية وخطط غذائية غير مثبتة علميًا، سعيًا وراء زيادة عدد المتابعين وتعزيز الشهرة، وهو ما قد يُعرض صحة المتابعين للخطر.
وحذر الباحثون من أن تصديق هذه الادعاءات غير العلمية قد يؤدي إلى تغييرات سلبية في سلوكيات الأفراد الصحية، وقد يتسبب في اضطرابات غذائية، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للمخاطر الصحية.
وأشاروا إلى أن هذه الأنظمة الغذائية قد تسهم في تفاقم مشكلة الهوس الغذائي، مما يؤدي إلى اضطراب تفضيلات الطعام.
وفي ختام الدراسة، شدد الخبراء على ضرورة تضافر جهود المؤسسات الصحية والمتخصصين في الرعاية الصحية لمواجهة هذه الظاهرة.
وأكدوا على أهمية توفير معلومات دقيقة وموثوقة حول التغذية عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتعزيز قدرة الأفراد على التمييز بين المعلومات الصحيحة والمضللة.