الخبير ماهر آل سيف: شاركوا أبناءكم في ميزانية الأسرة والسفر

أكد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر السيف على أهمية إشراك الأبناء في القرارات المالية المتعلقة بالميزانية العامة للأسرة، مثل المصاريف الثابتة والمتغيرة والطوارئ.
جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان ”القيادة المالية وأثرها على الأسرة“، التي نظمها مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي مساء الأربعاء.
وأضاف آل سيف أن القيادة المالية الرشيدة لا تقتصر على إدارة موارد الأسرة المالية، بل تمتد لتشمل تربية الأبناء على المشاركة الفعالة في التخطيط المالي واتخاذ القرارات المتعلقة بالمصروفات.
وأوضح أن هذا النهج يبدأ بتعويد الأبناء على تحمل المسؤولية المالية منذ الصغر.
وقدم المحاضر مجموعة من المقترحات العملية لتحقيق هذا الهدف، من بينها تخصيص مصروف شهري ثابت للطفل بدلاً من المصروف اليومي، واصطحاب الأبناء أثناء التسوق وشراء مستلزمات المنزل، مع تحديد مبلغ مالي محدد لهم ليقوموا بعملية الشراء بأنفسهم.
وأشار إلى أن هذه الممارسة تمنح الأبناء فرصة ثمينة للتعرف على أسعار المنتجات المختلفة، وتعلم كيفية اتخاذ قرارات شرائية مدروسة.
وشدد آل سيف على ضرورة إطلاع الأبناء على تفاصيل الميزانية العامة للأسرة، بما في ذلك المصاريف الثابتة ”كالإيجار والفواتير“، والمصاريف المتغيرة ”كالطعام والترفيه“، وحتى المصاريف الطارئة.
وأكد على أهمية إشراكهم في التخطيط المالي للرحلات والسفر، وتحديد المبلغ المخصص للإنفاق خلالها.
وفيما يتعلق بالإنفاق على المطاعم، دعا آل سيف إلى وضع ميزانية محددة لهذا البند، ومناقشة خيارات المطاعم المتاحة مع الأبناء، مؤكدًا أن هذه الممارسات تساهم في بناء وعي مالي مبكر لدى الأبناء، وتشكيل شخصياتهم المستقبلية كقادة ماليين مسؤولين.
وأوضح آل سيف أن بناء شخصية الأبناء ماليًا منذ الصغر هو استثمار طويل الأجل، يجنبهم الوقوع في مشاكل مالية مستقبلية.
وأضاف أن الأب والأم، بوصفهما القائدين الأساسيين للأسرة، تقع عليهما مسؤولية التأثير الإيجابي في الأبناء وإلهامهم نحو الأفضل.
واختتم الدكتور آل سيف محاضرته بالتأكيد على أن القائد الحقيقي هو من يقنع ويؤثر في أبنائه بالحوار والنقاش الهادف، وليس بالضغط والإجبار.
وأوضح أن جوهر القيادة المالية للأسرة يكمن في تعليم الأبناء فن النقاش المنطقي، وتمكينهم من امتلاك فكر مستقل وقوي، بعيدًا عن التقليد الأعمى لآبائهم.