الإنسان والإنسانية صورة واحدة
وصف حالة البشر المتصلة ووحدة مصيرهم الروائي والفيلسوف إرنست همنغواي في كتابه ”لمن تقرع الأجراس“ وكان يغطي الحرب الأهلية الإسبانية، ذكر أنه كان حينما يعبر الجسر ويسمع أجراس الكنيسة تقرع لتعلن عن وفاة أحد الأشخاص الذين لا يعرفهم، قال: ”ليس هناك إنسان يشكل جزيرة معزولة بذاتها، نحن جميعاً جزء من القارة التي هي جزء من الكيان الكبير، ولهذا لا يهم لمن تقرع الأجراس“، في إشارة إلى موت إنسان، وموت إنسان أيا كان هو مبعث للحزن العميق.
ودلالة هذا الأمر أن وحدة النسيج الإنساني هي أكبر حافز للبشر على التقارب ومحاولة فهم بعضهم البعض بأكبر قدر ممكن.
كما أن هناك قصة مشهورة تروى عن السياسي الإنكليزي الذي عرف بخطبه البليغة، تشرشل، في مذاكرته حول حرب بلاده مع الألمان، وكانت هناك هدنة بين الجيوش، قال لأنه سمح لجنوده بالتحدث مع الجنود الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. وذكر أنه ندم على ذلك الأمر فيما بعد لأنه اكتشف أن الجنود كانوا أقل دافعاً للقتال ولم يستطيعوا إطلاق النار على الجنود الألمان لأنهم قد تعرفوا إليهم بشكل شخصي. ونظراً لإستراتيجيته العسكرية القائمة على القتال فقد كانت محصلته من هذا الموقف أن التحادث والحوار بين الأطراف يقرب بينهم وبالتالي فهو أمر سلبي لأنه يمنعهم من القتال. وبالطبع يمكن قلب هذا التصور عكسياً لنرى أن الحوار أمر إيجابي لأنه يجعل الناس يتحابون ويحترمون بعضهم بعضاً فلا يتركون مجالاً للحقد والكراهية.
فالدين الإسلامي حث على التعامل الإنساني من أجل التقارب والتآخي، قال الله تعالى في كتابه العزيز ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: آية 13]. وفي سورة التين يقول الله تعالى ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: آية 4]، وهذا يدل على عظمة الخالق في تصميم تركيبة الإنسان في أجمل صورة ليجسد معجزة الخلق بذاتها ونظرة إلى عين الإنسان وعملية تشغيلها وحمايتها لهو شي رائع وجدير بالتفكر في هذا الخلق الجميل. فإذا كان الله تعالى خلق الإنسان في هذه الصورة الجميلة، فهل يحق لنا أن نظلمه بناءً على لونه أو عرقه أو دينه.
وأنها فرصة ذهبية اليوم وكل يوم، فالعيش ومقابلة أناس آخرين، طريقة لفهم جزء بسيط من عالم الإنسانية.
اليوم، أتشرف بتقديم نسخة من كتاب ”الطريق إلى القمة“ إهداء إلى الحاج. أحمد بن جاسم سلهام ”أبو جاسم“، نجل مؤسس نادي النسر الرياضي سابقاً 1945، والمعروف حالياً بنادي الخليج.
الحاج. جاسم بن عبدالله سلهام ”رحمه الله“ المؤسس للنادي والذي يعد من أعرق الرياضيين بالمنطقة. عاش في كنف والده الذي كان يعمل تاجر مورد لشركة أرامكو لسد احتياجات المنطقة. وبعد وفاة والده عام 1365 هجري تقريباً 1945 - 1946، واصل العمل في هذا المجال وفي الأعمال الحرة. قام بتسجيل نادي النسر الرياضي في السجلات الرسمية الحكومية. واستلم رئاسة النادي بين عامي 1962 إلى 1964.
وفي الختام، أنقل تحيات الوالدين والعائلة الكريمة، ونتمنى لهم كل التوفيق والنجاح.