آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

دراسة: بكتيريا الأمعاء تحفّز أمراض المناعة الذاتية كالذئبة

عدنان أحمد الحاجي * مقال مترجم

راجعته طبيًا الدكتورة فاطمة حسن الأجود، زميلة أمراض الأطفال المعدية، المدينة الطبية، جامعة الملك سعود

Study reveals how gut bacteria might trigger autoimmune diseases like lupus

February 5,2025

تبين أن بكتيريا الجهاز الهضمي [1]  متورطة في أمراض المناعة الذاتية [2] ، مثل مرض الذئبة [3] . فالبكتيريا لا تؤثر من ناحية أولية في الجهاز الهضمي. لكن كيف تؤثر هذه البكتيريا في الجهاز المناعي البشري، الأمر لا يزال غير واضح.

في دراسة جديدة، اقترب باحثون من جامعة ييل من معرفة كيف يمكن لبكتيريا معوية تسمى المعوية الدجاجية Enterococcus gallinarum (وهي فصيل من المكورات المعوية [4]  أن تنتقل خارج الجهاز الهضمي وتثير استجابة مناعية ذاتية. ويقول الباحثون إن هذه النتائج قد تساعد في إيجاد طرق جديدة لتشخيص وعلاج أمراض المناعة الذاتية.

نُشرت الدراسة في 5 فبراير 2025 في مجلة علم الطب الانتقالي [5]  Science Translational Medicine.

يستضيف جسم الإنسان الكثير من أنواع البكتيريا المختلفة تُعرف بشكل جمعي بـ ميكروبيوم الجسم [6] . تلعب هذه البكتيريا دورًا رئيسًا في التأثير في صحة الإنسان. لكن في بعض الأحيان، بعض البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي في الجسم قد تصيح بكتيريا ضارة تحت ظروف معينة، وتُعرف عندئذٍ بالبكتيريا الحميدة Pathobionts [أي التي لا تسبب أمراضًا للمضيف تحت الظروف الطبيعية [7]  ].

تُعد بكتيريا E. gallinarum واحدة من هذه الكائنات الحية الدقيقة، وقد ثبت في نماذج الفئران أنها تحفّز مرض الذئبة، كما اكتشفت في أنسجة خارج الجهاز الهضمي لدى بعض المصابين بالمرض.

وفي هذه الدراسة الجديدة، سعى الباحثان نوح بالم Noah Palm, برفسور علم المناعة في كلية الطب بجامعة ييل (YSM)، ومارتن كريجل Martin Kriegel, أستاذ مشارك في الكلية، إلى معرفة كيف تؤثر هذه البكتيريا المعوية الدجاجية في الجهاز الهضمي.

وباستخدام نماذج خلايا بشرية وتجارب على الفئران، وجد الباحثون أن المعوية الدجاجية تستطيع مغادرة الأمعاء والانتقال إلى العقد اللمفاوية والكبد، قبل أن تصل أخيرًا إلى الطحال. تُعرف الغدد الليمفاوية [8]  والطحال بالأعضاء الليمفاوية الثانوية، وهي جزء من الجهاز المناعي وتساعد على إثارة الاستجابة المناعية [9] .

ويعتقد الباحثون أن هذه البكتيريا تعمل على تحفيز تأثيرات الجسم المناعية الذاتية المنتشرة بداية من هذه الأعضاء، إذ تُعد هذه الأعضاء جزءاً من الجهاز المناعي، وتلعب دورًا في تنظيم الاستجابات المناعية.

الخلايا التائية هي نوع من خلايا الدم البيضاء التي يمكن أن تتحول إلى خلايا التهابية تُعرف باسم Th17 (الخلايا التائية المساعدة 17) [10] . ووجد الباحثون أن E.gallinarum تحفّز تكوين الخلايا التائية المساعدة 17 في الطحال والدم، مما يؤدي إلى دفع خلايا مناعية أخرى إلى النضوج [نضوج الخلايا هي العملية التي تكتسب بها الخلايا خصائص وظيفية رئيسة، مثل تجلية المستضد وتحفيز الخلايا التائية، بناءً على تكيفها مع (استجابتها الشرطية ل) بيئتها (11,12)]. هذه الخلايا بدورها تنتج الأجسام المضادة الذاتية - وهي أجسام مضادة تهاجم خلايا الجسم بدلاً من مهاجمة مسببات الأمراض.

وقال كريجل، الذي يعمل أيضًا أستاذًا في جامعة مونستر بألمانيا:“إحدى المشكلات الرئيسة في أمراض المناعة الذاتية هي أننا لا نعرف كيف تبدأ بالضبط. ولكن هذه النتائج تساعدنا في فهم المحفزات والعوامل المسببة لهذه الأمراض."

تشير النتائج إلى أن الكائنات الممرضة المتكيفة (المستجيبة شرطيًا)، مثل E. gallinarum قد تكون بمثابة مؤشرات (علامات) بيولوجية لاحتمال الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وربما تصبح أيضًا أهدافًا علاجية جديدة لهذه الأمراض.

وأضاف كريجل: ”ربما في المستقبل، لن نعتمد فقط على استهداف الجهاز المناعي عند علاج أمراض المناعة الذاتية، بل قد نتمكن أيضًا من استهداف البكتيريا المحفّزة لهذه الأمراض.“